بدأ الصندوق الخيري لمعالجة الفقر تنفيذ برامجه والتي تتميز بالمعالجة النوعية التي تعتمد على مساعدة الفقير ليساعد نفسه وذلك بتهيئة الفقير نفسياً واجتماعياً ومادياً ليعتمد على قدراته الذهنية والبدنية في استثمار الفرص المتاحة والاستفادة من ما يقدم له من فرص ودعم من الصندوق لاغناء نفسه ومن يعول، ومن ثم يورث مبدأ حب العمل لأبنائه ويسهم في الحد من انتشار الفقر. وقال معالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس مجلس ادارة الصندوق الدكتور علي بن ابراهيم النملة ان الصندوق طرح عدداً من البرامج المتنوعة والتي روعي في تصميمها مناسبتها لكل الظروف المتعلقة بالمستفيد وبيئته. وأضاف معاليه قائلاً: انه تم البدء في برنامج التوعية والتوجيه باعتبار أن من أهم اسباب وجود الفقر ما يتعلق بالمفاهيم السائدة عن المشكلة سواء من حيث تعريف الفقر وكيفية التعامل معه والاسلوب الامثل في التخلص منه على مستوى الافراد او الاسر التي تعاني منه او الجهات المعنية بعلاجه. وأشار وزير الشؤون الاجتماعية رئيس مجلس ادارة الصندوق الخيري لمعالجة الفقر انه بناء على الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأميرعبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الى بعض الاحياء الفقيرة في مدينة الرياض لتلمس احتياجات المواطنين والوقوف ميدانياً عليها وتوفير ما أمكن منها، وما اسفرت عنه تلك الزيارة صدر التوجيه السامي الكريم المتضمن ايجاد صندوق لمعالجة الفقر برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية وشمل التوجيه العمل على الحد من مشكلة الفقر بأساليب غير تقليدية، بحيث لا تعتمد على الصرف المادي والعيني، ولكن من خلال نظرة للمشكلة واسبابها، وتهيئة المناخ للحد منها بايجاد فرص العمل، وانخراط المواطنين فيما يقدرون عليه من اعمال منتجة على مستوى الافراد والأسر. وأضاف الدكتور النملة ان الصندوق الخيري الوطني انشئ كمؤسسة اقتصادية اجتماعية تساند العمل الحكومي والخيري القائم في هذه البلاد، ولمعرفة الاسلوب الذي سيعتمده الصندوق وبالعودة الى تعريفه المبسط بأنه مؤسسة اجتماعية تعمل لأجل تحسين ظروف الفقير وتأهيله، والوفاء بحاجاته، من خلال عطاء نوعي يشارك فيه الفقير. وهو بهذه الصفة يسلك منهجاً نوعياً مغايراً لما هو مألوف، اذ سيعتمد في اسلوبه على مواجهة مشكلة الفقر من خلال تأهيل الافراد والاسر الفقيرة ليكونوا قادرين على اعالة انفسهم بجهودهم الذاتية ومن كسب ايديهم وانتاجهم، وتحويلهم من الاعتماد على الغير الى اسر منتجة لها مصدر دخل مستمر من عمل افرادها، فضلاً عما في ذلك من استثمار لوقتهم وطاقاتهم فيما ينفعهم ويغنيهم عن الناس. وأشار الى أن الصندوق بذلك لا يعتمد على الاسلوب التقليدي الذي يعتمد على اعطاء الهبات بشكل مباشر او تسديد الديون او تقديم المساعدات العينية على اعتبار ان هذا الاسلوب من المساعدات هو السائد لدى العديد من الجهات كالضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، وما يهدف اليه الصندوق هو الحل الجذري للمشكلة لدى الفقير باغنائه عن السؤال. وعن برامج الصندوق قال الدكتور علي النملة ان المجال لا يتسع للحديث عنها بالتفصيل ولكن يمكن الاشارة اليها كخطوط عامة وهي: أولاً: برنامج التوعية والتوجيه، ثانياً: برنامج التشغيل ويتضمن خمسة مجالات: التشغيل التجاري، التشغيل الصناعي، التشغيل الزراعي، التشغيل الخدمي، التشغيل الحرفي، ثالثاً: برنامج الاسر المنتجة، رابعاً: برنامج وسيط الخير، خامساً: برنامج التأهيل الخيري، سادساً برنامج المساعدات غير الاساسية. وأشار معاليه الى ان الصندوق بدأ بحمد الله تفعيل تلك البرامج بعد الانتهاء من عدد من الاجراءات المتعلقة بالتنفيذ موضحاً ان العمل يجري حالياً لتنفيذ عشرة برامج بالتدرج حيث كانت البداية برنامج التوعية والتوجيه الذي انطلقت فعالياته في منتصف شهر شعبان الماضي كما تم الانتهاء من عدد من مذكرات التفاهم مع بعض الجهات الخيرية في عدد من المناطق لتنفيذ مشروعات تستهدف شرائح مختلفة، ومنها مشروع مصنع انتاج مشغولات الخياطة والاكسسوارات المنزلي، ومشروع حياكة الملابس ومشروع الصيادين الراجلين والصيادين العاملين. وقال ان الصندوق يرحب بل ويدعو المهتمين بالعمل الخيري ومعالجة الفقر للمساهمة بطرح مشروعات تسهم في مساعدة الفقراء وفق توجه الصندوق وبرامجه، ويمكن تقديم المشروعات عن طريق المنسقين في المناطق او للصندوق مباشرة. وحول آليات تنفيذ هذه البرامج قال د. النملة ان مشكلة الفقر اكبر من ان تنفرد جهة واحدة لحلها، لذا فتوجه الصندوق هو التنسيق واشراك كافة الجهات الخيرية والحكومية لتنفيذ تلك البرامج، وندعو رجال الاعمال والراغبين في الخير الى الاسهام بما تجود به انفسهم، سواء بالتبرع المباشر او بتبني بعض برامج الصندوق.