ديننا دين يزرع بذور الأخلاق الفاضلة في نفوس اتباعه لتؤتي أكلها طيبا كل حين بإذن ربها من حسن تعامل مع القريب والبعيد ومنبع ذلك كله الحب. فالحب إذاً فطرة وغريزة خلقها الله فينا، وجبلنا عليها ومن دونها لا يستطيع البشر ان يتعايشوا مع بعضهم البعض في هذه الحياة أو حتى ان يتعايشوا مع ما حولهم من المخلوقات التي هي الأخرى جبلت على هذه الفطرة. بالحب تحيا القلوب وتلين، وتتفجر ينابيع الشوق والحنين بالحب تصفو النفوس وتتقارب، بالحب يعبد الإنسان ربه. بالحب يبر الولد أبويه بالحب يضحي الإنسان من أجل أمته ووطنه وبالحب يبذل المحب في سبيل محبوبه ومالا يبذل فيما سواه فيا عجبا لهذا الحب. هكذا علمني الإسلام أنه دين الحب فمحبتي لربي تتضمن الشوق إلى لقائه، لزوم ذكره، طاعته، تقديم مرضاته. ومحبتي لرسول صلى الله عليه وسلم تتضمن، طاعته، كثرة الصلاة عليه، دراسة سيرته، معرفة هيئته، زيارة مدينته. إذا ذكرنا الحب فلابد لنا ان نذكر أطرافه، فما من حب إلاّ وله محب ومحبوب، أياً كان ذلك المحب وأياً كان ذلك المحبوب. وحب الصحابة يتضمن: معرفة قدرهم ومكانتهم وسبقهم إلى الإسلام ونصرتهم له، وأن كل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان والإسلام والقرآن والعلم والعبادات، فإنما هو ببركة ما فعله وبذله الصحابة الذين بلغوا الدين وجاهدوا في سبيل الله حق الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا. هكذا علمني الإسلام.. بالحب تتغير الدنيا وتتبدل الأيام، ويستحيل الشقاء سعادة، والألم أملاً، والحزن والهم فرحاً وسروراً. علمني الإسلام ان أحب والدين ويتضمن ذلك: ان أحبه كلاً لا جزءاً، وان تحب كل شيء لا ان تقتصر على ما يميل إلى هواك. معناه ان تتمسك بعقائده، ومعتقداته، قولاً وعملاً. معناه ان تؤدي واجباته وأركانه وان خالفت راحتك وهواك معناه ان تدعو إليه وترغب الناس فيه وتحثهم على التمسك به معناه ان تعتز بانتمائك إليه غير آبه بنظرات الناس إليك ديننا دين الحب علمنا أيضاً حب وطننا وولاة أمرنا وأهلنا للحب في هذا الدين كيان ومعنى يبقى حياً وتسعد فيه النفوس إذا طبقت شرع ربها وتفقد ذلك الحب عندما تبتعد عن شرع ربها. محبتي للعلماء: معناها ان أجعل منهم قدوة واستفيد من علمهم وعملهم. معناه ان أدفع عنهم وعن أعراضهم. معناه ان أحفظ لهم قدرهم وعملهم، واعتذر لمن أخطأ منهم. معناه ان اقبل الحق الذي معهم مما كان منبعه كتاب الله وسنة رسوله ديني دين الحب علمني الإسلام. ان أحب العصاة على قدر طاعتهم ونبغضهم على قدر معصيتهم وهذا لا يمنع من إسداء النصح لهم وتوجيههم، فهم في نهاية الأمر اخوتنا وأبناء ملتنا، ومنهجنا في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة)، ووسيلتنا هي قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} «النحل 125، ومحاولة الاقناع لا الأمر. وخلقنا في ذلك اللين وخفض الجناح (التواضع) يقول تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك} (آل عمران 109). علمني الإسلام إنك حتى تحب لابد لك من الآتي: ان لا تحمل في صدرك شيئاً على أحد مهما كان وتساعد وتقدم الاعانة على قدر استطاعتك وان لا تهزأ بأحد ولا تسخر، بل تحترم الكبير وتعطف على الصغير وتلتمس المعاذير. وتسدي النصيحة بالكلمة الطيبة ابتعد عن الأذية بالقول أو الفعل أو الإشارة فتحب لهم ما تحب لنفسك. ابذل الخير وتقبل العثرات وتسدد الأخطاء وتقبل الأعذار وتعينهم على نوائب الدهر. هكذا علمني الإسلام ان ليس ليوم معنى بلا صلوات وليس لساعات معنى بلا ذكر. علمني الإسلام ان لكل علي حقا فلابد من حفظ الحقوق.. ليعيش ذلك الحب الذي نبت في أرض الإيمان وسقى من شرع الرحمن. هكذا علمني الإسلام ان الحب لا يركل ولا يرفض ولا يموت في ديننا هكذا علمني الإسلام أنه دين الحب. فبادروا بالحب ولا ترضوا به بديلاً وابحثوا عنه في أنفسكم فإنكم حتماً ستجدونه لأنه فطرة الله التي فطرنا عليها وغرسها في قلوبنا. ولكن يجب علينا ان نعرف بعدها كيف نحب، ومن نحب. اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.. آمين. هكذا علمني الإسلام،،،