رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الليلة قبل الماضية الحفل السنوي الأول لسعفة القدوة الحسنة وذلك في فندق الماريوت بالرياض. وكان في استقبال سموه بمقر الحفل صاحب السمو الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن رئيس اللجنة التأسيسية لسعفة القدوة الحسنة وصاحب السمو الأمير محمد بن تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن وصاحب السمو الأمير نايف بن تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن وأمين عام اللجنة الدكتور صالح بن حمد الشنيفي وعضو اللجنة حسين العذل. وبدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم شاهد سموه والجميع عرضا وثائقيا عن سعفة القدوة الحسنة. عقب ذلك ألقى الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن كلمة أكد فيها أن راعي حفل الليلة يأبى إلا أن يكون في المقدمة من قضايا الأمة الرئيسية ويجعل من نفسه وحضوره أداة خير تلتف حولها الجهود ويحصد بفضلها النجاح لا حرمه الله أجر ما قدم. ورأى أن الحضور المبارك لهذا الحفل يجسد حقيقة ناصعة بأن الشفافية والنزاهة ليست قضية تطالب بها فئة دون أخرى، وقال "نحن هنا في جمع واحد ممثلين بالدولة في أعلى رموزها وبنخبة من القطاع الأهلي من رجال أعمال وفكر وقلم نبارك ونسعى جميعا إلى نشر الفضيلة في التعاملات كما أمرنا ديننا الحنيف وتقاليدنا الأصيلة". كلمة د. ابن حميد بعد ذلك ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد كلمة سلط خلالها الضوء على مصطلح الشفافية ومفهومه وما تعنيه هذه الكلمة في الإسلام وما يتضمنه القرآن الكريم من عرض لكثير من المواقف التي صدرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبيها إلى لزوم العدل والمساواة والصدق والمكاشفة والمحاسبة وغيرها. وقال معاليه: "إذا كانت الكثير من أشكال الحضارة الإنسانية قد عرفت العديد من القيم التي تقوم عليها الشفافية ومارستها فثمة ما يميز قيم الشفافية في الإسلام ذلكم أن القيم الإسلامية للشفافية تمتاز بعدد من المزايا من أبرزها اتصافها بسمة الثبات فلا تختلف باختلاف الآراء ولا تتنوع بتنوع الأهواء بالإضافة إلى العدل والمساواة والحرية". وأكد حرص ولاة الأمر - حفظهم الله - على تعزيز قيم الشفافية والنزاهة من خلال التأكيد على الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى وإمارات المناطق بضرورة الالتزام بما نصت عليه الأنظمة والتعليمات من كفالة حقوق الأفراد وحرياتهم وعدم اتخاذ أي إجراء يمس تلك الحقوق والحريات إلا في الحدود المقررة شرعا أو نظاماً إضافة إلى العرض على متخذ الإجراء عن أي إجراء خاطئ يمس تلك الحقوق أو الحريات لتصحيحه وتحمل مسؤولية ما قد يقع من تجاوزات في حالة عدم القيام بذلك. وبين معاليه أنه وفي هذا العهد المبارك عهد دولة الدين والدعوة والنهضة دأب ولاة الأمر - وفقهم الله - على التأكيد على لزوم قيم الشفافية والنزاهة ورعاية الحقوق ومحاربة الفساد. وقال معالي رئيس مجلس الشورى "إن مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - يقول (إني أعتبر كبيركم بمنزلة الوالد، وأوسطكم أخا، وصغيركم ابنا، فكونوا يدا واحدة والفوا بين قلوبكم لتساعدوني على المهمة الملقاة على عاتقنا).. وقد سار أبناؤه من بعده على هذا النهج.. يقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله - في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى" يشهد الله - تعالى - أنني ما ترددت يوما في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة، كل ذلك خشية من أمانة احملها هي قدري ومسؤوليتي أمام الله - جل جلاله - ولكن رحمته تعالى واسعة فمنها أستمد العزم على رؤية نفسي وأعماقي، تلك النفس القادرة على توجيه النقد العنيف الهادف قادرة - بإذن الله - أن تجعل من ذلك قوة تسقط باطلا وتعلي حقا، ولنتذكر جميعا أننا مسؤولون أمام الله ثم أمام شعبنا ووطننا".. وأوضح انه وانسجاما مع هذا النهج المبارك جاء توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - وفقه الله - لجميع المسؤولين بالإدارات الحكومية بمنطقة الرياض والمحافظات والمراكز التابعة لها بالتأكيد على ما جاء في المادة (7/ج) من نظام المناطق في شأن كفالة حقوق الأفراد وحرياتهم، وعدم اتخاذ أي إجراء يمس تلك الحقوق والحريات إلا في الحدود المقررة شرعا أو نظاما وتحمل كل مسؤول صغير كان أو كبيرا في نطاق مسؤوليته جميع ما يصدر منه، وتأكيدا على الجميع بضرورة الاطلاع على الأنظمة والالتزام بها والعمل على إنفاذ مضمونها، وتأكيد سموه أنه لو صدر منه شخصيا أو من سمو نائبه أمر مخالف للأنظمة فعلى متلقي الأمر أن يعرض عن ذلك فورا. وقال معاليه "وتتويجا لهذه العزيمة الخيرة وتعزيزا لقيم الشفافية والنزاهة صدرت الموافقة السامية الكريمة في 1429/10/26ه بالتأكيد على الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى وإمارات المناطق بضرورة الالتزام بما نصت عليه الأنظمة والتعليمات من كفالة حقوق الأفراد وحرياتهم، وعدم اتخاذ أي إجراء يمس تلك الحقوق والحريات إلا في الحدود المقررة شرعا أو نظاما، إضافة إلى العرض على متخذ الإجراء عن أي إجراء خاطئ يمس تلك الحقوق أو الحريات لتصحيحه وتحمل مسؤولية ما قد يقع من تجاوزات في حالة عدم القيام بذلك. وعد معالي رئيس مجلس الشورى ما تحقق من جهود حكومية وأهلية في سبيل نشر قيم الشفافية ورعايتها في هذا العهد الزاهر من المبشرات مؤملاً أن تشهد الأيام المقبلة بإذن الله تعالى المزيد في هذا المجال. جائزة الشفافية لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إثر ذلك أعلن عن منح جائزة "الشفافية" لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث سلم سمو أمير منطقة الرياض الجائزة لمعالي محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور عبدالرحمن بن أحمد الجعفري. كلمة سمو الأمير سلمان بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية.. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. أيها الإخوة. سرني أن أكون بينكم هذه الليلة بدعوة من أخي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن وحضور هذا المجتمع الواعي المجتمع الوطني المخلص إن شاء الله، ولقد تحدث الأخ الأمير تركي والأخ الدكتور الشيخ صالح بن حميد بما يكفي وبما يعبر عن نفسي كذلك. وأقول إننا والحمد لله في هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين، بلاد العروبة نعتز ونفتخر بذلك، ونعي مسؤوليتنا عن عقيدتنا وديننا التي قامت عليها النهضة العربية بعدما كنا شعوباً وقبائل وحدنا كتاب الله وسنة رسوله، وأقول إنها هذه أمانة عند هذا الشعب الذي وحده كتاب الله وسنة رسوله، وأصبحنا إخوانا متعاونين وهذا الحفل ينبئ عن ذلك وهو أحسن تعبير عن هذه الوحدة التي بدأت في عهد الإمام محمد بن سعود بعدما تبنى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدولة السعودية الأولى وأبناءه في الدولة السعودية الثانية وفي دولتنا هذه دولة عبد العزيز. ولقد قامت هذه الدولة والحمد لله على الكتاب والسنة وليس أفضل من ذلك تشريعا ولا نظاما، وديننا يأمرنا أن نفكر وأن نعمل وأن نجدد في حدود ما فرضه الله عز وجل وما جاءت به السنة النبوية. أيها الإخوة.. أقول هذا وأنا قلت سابقا إن كل من يقرأ منا القرآن سيجد الحلول لكل مشكلاته ومن يقرأ السنة النبوية كذلك وأقول إننا والحمد لله شعب متعاطف والدولة ترعى شعبها، والملك وولي العهد يرعون شعبهم، ولقد عاصرت العمل في عهد الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد رحمهم الله، ثم الملك عبد الله رعاه الله وحفظه وسمو نائبه الأمين، وأقول بكل صراحة إنهم جميعا والحمد لله كانوا يسعون بما يصلح هذه البلاد وشعبها ونحن والحمد لله دولة وشعب مجتمع واحد وكلنا متعاونون على البر والتقوى إن شاء الله. الملك عبد الله حملني أكبر مسؤولية عندما يأتيه احد بشكوى أن يرسلني مع مندوب يقول هذه من ذمتي إلى ذمتك، وهنا الإنسان منا إذا أصبح مسئولا عن ما يهم المواطن ويجب عليه قبل كل شيء أن يراعي اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلى من أتى الله بقلب سليم مهما كانت هذه الدنيا ومهما عظم شأن الإنسان فيها سيأتي يوم الأيام سيدفن في قبره ويواجه ما عمل، فلنجعل دنيانا تمهيدا لأخرتنا والحمد لله أقول هذا الكلام وهذه الدولة والحمد لله تسعى في تشريعاتها المختلفة والمستمدة من الكتاب والسنة على أن تقيم العدل وتعدل، وأقول بكل صراحة يا إخوان تطرق الشيخ صالح قبل قليل على التعميم الذي عممته وهذا له قصة لما قلت للمسؤولين داخل الإمارة أوفي كل دائرة قلت فيه من رأى شيئاً يخالف القرارات الشرعية أو الأنظمة المستمدة منها أو حريات المواطنين أو كراماتهم أو ما يهمهم فعليه أن يكتب لي وعليه حتى وأن كان الأمر مني أو من نائبي فليأتي ويقول هذا خطأ. وأحب أن أقول القصة التالية، لماذا عملت هذا، قبل أكثر من عشرين سنة أتاني احد الموظفين في احدى المحافظات معه خطاب يقول وردتنا معاملة كذا، وهو موظف صغير، ولاحظت أن الأمر الأخير يناقض الأمر الأول، والأمر الأول على ما اعتقد أنا أنه كان على ما أذكر إما حكما شرعيا أو شيئاً قريباً من هذا وما أحد لفت نظري فطلبت استدعاء الموظف فظن البعض أنني استدعيته لأعاقبه، ولكن لما أتاني شكرته وأكرمته ورقيته وقلت هكذا يكون الإخلاص. لما أصدرت تعميمي الذي أشار إليه الشيخ صالح قبل قليل كان وأصدرت وقتها التعميم بهذا المعنى عن الالتزام بالضوابط الشرعية والنظامية وحفظ حرية الناس وحقوقهم ولو جاء مني كما قال الشيخ صالح أو من نائبي ولاحظ فيه شيئاً يخالف هذا، عممت على الدوائر، وقلنا للشيخ الدكتور صالح العلي في مقابلة بأن فرع الرقابة والتحقيق في الرياض هو الذي يرفع لرئيس هيئة الرقابة والتحقيق وكلمني الدكتور صالح وهو صديق عزيز ورجل كريم وقال هذا أعجبني لماذا لا ترفعه للجهات العليا وقلت له أنا ما اقدر أن أرفع عن نفسي شيئاً، فرفع الدكتور صالح لخادم الحرمين الشريفين وأصدر خادم الحرمين الشريفين تعميمه الذي ذكره الشيخ صالح التزامه بالقواعد بعدما درس من هيئة الخبراء على ما اعتقد. أيها الإخوة.. الإنسان منا خصوصا المسؤول، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، من بيته إلى اكبر عامل في الدولة يجب أن يخاف ربه كل شيء ثم يسأل ضميره ويسأل هل هذا العمل الذي عملته هذا لو عوملت به أنا اقبله وإلا لا، الإنسان يهمه خوف الله وطاعته عز وجل ثم تحري الصدق، أنا شخصيا لا أقبل مهما كان الإنسان إلا أن اسأل قبل أن اتخذ قراري وبعضهم يحرجني ويطلب مني أن أصدق ما قاله فأقول له أنا ما عندي مانع بس تكتب تعهد إذا احد قدم دعوى فيك أصدقه وإلا كما تدين تدان، والإنسان معرض للهوى ومعرض للخطأ ومعرض أيضا لراويتين صحيحتين وعلينا التحري والتأكد. يا أخوان يجب أن نخاف الله قبل كل شيء ثم نقول الإنسان بشر يوم كذا ومرض بسيط يحط من كل جسمه ولا ينفعه نفوذه ولا ماله ولا مركزه إلا من آتى الله بقلب سليم. أنا أقول في دعائي الحمد لله اللهم لا تجعلني ظالما ولا مظلوما ولا شقيا ولا محروما وأخرجني من الدنيا معافى في ديني وفي ذمتي وأقول اللهم أجز خير من أحسن إلي وأعف عن من ظلمني وبهذا أختم كلامي". حضر الحفل صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن فيصل وصاحب السمو الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز وعدد من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين.