الناتج القومي هو: مجموع السلع والخدمات (النهائية: لتفادي تكرار حساب المنتج الواحد أكثر من مرة واحدة) المنتجة خلال العام مقيّمة بأسعار بيعها للمستخدم النهائي. ماهي عناصر انتاج السلع والخدمات (أي: الناتج - أو الدخل- القومي)؟ كلاسيكيا يوجد ثلاثة عناصر هي: العمل ورأس المال والأرض. العمل معروف ورأس المال معروف ولا يحتاجان إلى أن نعرّفهما. أما الأرض فإنها تحتاج للتعريف. الأرض: هي كل ماخلقه الله من موارد طبيعية سواء على سطح الأرض كالمياه والمراعي والغابات والتربة الخصبة أو كنوز في باطن الأرض كالبترول والغاز والفحم والمعادن. اذن البترول والمعادن ليست هي منتجات وانما هي عناصر. لو كان البترول منتجاً لأنتجته شركات الدول الصناعية ولم تضطر للجري تبحث عنه في شتى أصقاع الأرض. لقد درجت الدول المنتجة للبترول ان تحسب مبيعات البترول على انها ناتج قومي وبالتالي أصبحت تحسب كل زيادة في انتاج البترول على أنه نمو في معدل الناتج القومي (بينما في الحقيقة هو نقص في كمية ثروة الذهب الأسود المخزون تحت الأرض). سأستعين بالقراء الضالعين في اللغة (وليس في الاقتصاد لأن صدمتي في بعض الذين يزعمون انهم متخصصون في الاقتصاد رهيبة) لإيجاد التعريف المناسب. فأوجه لجماعة سيبويه السؤال التالي: اذا كان يوجد لدى رجل (ولا بأس ان نقول امرأة) ثروة تتكون من مائة طن من الذهب مدفونة تحت الأرض وقرر (قررت) ان يستخرج (تستخرج) منه كل عام طنا من الذهب. هل نسمي الطن المستخرج من الذهب معدل نمو للثروة أو نسميه معدل نضوب للثروة؟ في جريدة "الرياض" يوم الأحد 12شوال 1429(الموافق 12اكتوبر 2008) العدد 14720(نقلاً من حديث مرئي على القناة الأولى) تصريح لمعالي الدكتور العساف (وهو لا شك عالم اقتصاد من الطراز الأول) تحدّث ولكن في مؤخرة التصريح عن تعديل صندوق النقد الدولي لتقديراته لمعدلات نمو الاقتصاد في مختلف دول العالم بالتخفيض ماعدا دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية فكان التعديل برفع معدلات النمو في اقتصادها. الذي يجعلني أهتم الآن بالتعليق على هذه النقطة ليس تصريح معاليه عن نمو اقتصاد المملكة فهو مجرد ناقل ("والناقل للاستشهاد لا يتحمل خطأ المنقول عنه" - قاعدة شرعية ان لم تخنّي الذاكرة-) عن صندوق النقد وانما الذي يدعوني للتعليق هو: تعليق الأربعة والسبعين معلقا (حتى لحظة كتابتي لهذا المقال وقد يزيد عدد المعلقين فلا زال اليوم بأوله) كلهم اما ساخر واما يدعو على ابو عبد العزيز. لماذا؟ الجواب: رغم ان التعليقات هي ظاهرة صحية وضرورية - أصبحت لا تخلو منها أي صحيفة في العالم المتحضر- الا أن بعض التعليقات احيانا تكون مجحفة في حق المسؤول الذي قد يكون له عذر ونحن نلقي عليه اللوم. المسؤول يده في النار (بينما الكتاب والمعلقين أيديهم في الماء) ويجب على المسؤول قبل أن يدلي بتصريح أن يفكر مرتين. مرة يفكر كيف يؤثر تصريحه على تصرف الناس وبالتالي قد يؤدي تصريحه إلى التعجيل بحدوث أزمة - ليس متأكدا هو نفسه - انها قد تحدث وقد لا تحدث. ومرة أخرى يفكر ما تأثير تصريحه على منصبه كمسؤول عن عجزه وعدم قدرته على ايجاد حل للمشكلة. تصوروا ماذا يحدث لو أن مسؤولاً ما طلع على قناة الاخبارية مع بداية الأزمة وقال: ان بنوكنا تحوّل جزءا كبيرا من أموال المودعين فيها إلى الخارج وانه يتوقع أن هذه الايداعات معرضة للخسائر فتسابق الناس على سحب ودائعهم في البنوك؟ @ رئيس مركز اقتصاديات البترول مركز غير هادف للربح