تقول بشائر الخير التي أثلجت صدورنا هذا الأسبوع أن اللجنة المالية بمجلس الشورى أوصت بزيادة رأسمال البنك السعودي للتسليف والادخار إلى عشرة مليارات، عدا الزيادة الأخيرة التي أكرمه بها مليكنا ابو متعب يحفظه الله والتي بلغت أيضاً عشرة مليارات ريال، وهذه الروافد المباركة ستنعكس بالطبع على فعالية ودور البنك في فك أزمة الأسر المحتاجة، كونها ستصرف لصالح القروض الاجتماعية والأسرية. ولكي تعم فوائد هذه الزيادات عمل البنك على رفع الحد الأدنى لدخل المستفيد من هذه القروض إلى ثمانية آلاف ريال، فتوسعت بذلك الفئة المستهدفة التي ستنهل من هذا النبع بشروط ميسرة لا تثقل كاهل أصحابها. ما أتمناه حقيقة على البنك أن يضيف إلى هذه الإجراءات الطيبة إجراء آخر يقتضي بتوسيع مجالات القروض الاجتماعية والأسرية لتشمل نواحي أخرى يعاني منها البعض، وتعتبر مشاكل حقيقية وحيوية لهم، وربما أن البنك قد تبنى فعلاً في برامجه بعضاً من هذه النواحي ولكننا نطمح دائماً إلى الزيادة لتفريج كربات مواطنينا مهما كان نوعها.. قدر الإمكان. فمثلاً.. أقترح أن تكون هناك قروض تعليمية على المستوى الجامعي لمن رفضتهم الجامعات، لتدني مستويات درجاتهم العلمية أو لأسباب أخرى، أولئك الذين يرغبون بإكمال تعليمهم في جامعات ومعاهد خاصة لكنهم يقفون عاجزين أمام ارتفاع رسوم التسجيل والدراسة في هذه الأماكن، ولو استطاع البنك إعطاءهم قروضاً تعليمية ستكون خدمة كبيرة لهم وللوطن أيضاً. ثم هناك القروض الصحية، فبعض المرضى يعجزون عن توفير مبالغ العمليات الجراحية التي يضطرون لعملها في المستشفيات الخاصة، بسبب طول زمن مواعيد المستشفيات العامة أو لأسباب أخرى، فلو توفرت قروض بنكية ميسرة تفك كرباتهم لما وجدنا من يتسول في الشوارع وفي الصحف طالباً أموالاً لإجراء هذه العمليات. أضف إلى ذلك أهمية وجود قروض للعمليات التجميلية المهمة لأصحاب التشوهات الناتجة عن الحروق والحوادث.. كما أتمنى من كل قلبي أن توجد قروض خاصة لعلاج أمراض الخصوبة، فليست كل الأسر قادرة على دفع مبالغ لإجراء عمليات أطفال الأنابيب، والتي قد يضطرون لإعادتها أكثر من مرة حتى تتم وتنجح بعون الله، فتراهم يعيشون في حرمان، أو تخرب زواجاتهم وتهد بيوتهم لهذا السبب، فانظر كم يستحق منا هذا الأمر بذل العناء لإدخال السعادة إلى قلب امرأة أو رجل عن طريق بسمة طفل يحضنانه بعيونهما وقلبيهما. المقترحات كثيرة والآمال عريضة.. ومادامت النوايا الطيبة موجودة لدى البنك والدعم سيّال بأمر القيادة الحكيمة فلا خوف على هذا البلد، والقادم أفضل وأبرك بإذن الله على يد الملك الذي قلده برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع شهادة "بطل مكافحة الفقر".. والله ولي التوفيق.