أبدى زملاء باراك أوباما السابقون في الفصل بمدرسة في اندونيسيا حيث أمضى جزءا من طفولته سعادتهم لأن التلميذ الذي كان زميلا لهم قبل سنوات طويلة انتخب أول رئيس أسود للولايات المتحدة. وقال ديوي اسمرة وهو من زملاء أوباما السابقين "أتذكر سجل الفصل.. كل التلاميذ كانوا يكتبون أهدافهم ورغباتهم. بعضهم قال إنهم يريدون أن يصيروا محامين وجنودا وطيارين وأطباء ولكنه كان الوحيد الذي قال إنه يريد أن يصير رئيسا". ومضى يقول "لم نفهم أبدا ما الذي كان يدور في مخيلته في ذلك اليوم". أمضى أوباما الذي سيؤدي اليمين الدستورية ليكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة في يناير كانون الثاني أربع سنوات في اندونيسيا بعد أن تزوجت والدته الأمريكية آن دانام من الاندونيسي المسلم لولو سويتورو بعد انفصالها عن والد أوباما الكيني. كان عمر أوباما ست سنوات عندما انتقل إلى جاكرتا حيث التحق بمدرسة كاثوليكية ثم مدرسة منتنج 01الابتدائية. وأصبحت مدرسة منتنج لفترة قصيرة مصدرا للجدل بعد أن قالت مجلة محافظة في موقعها على الانترنت في العام الماضي إنها مدرسة إسلامية. ويلتحق بهذه المدرسة الواقعة في حي راق في جاكرتا تلاميذ من كل الأديان. قال رولي داساد وهو زميل آخر لأوباما "نحن فخورون وسعداء. خلال فترة العام ونصف العام الماضية كنا ندافع عنه في مواجهة مزاعم كاذبة وحملات مسيئة بشأن ماضيه في اندونيسيا. واليوم يمكننا أن نرى نتيجة هذا". غير أن تجربة أوباما في اندونيسيا لم تدم طويلا بعد إرساله عام 1971إلى هاواي للعيش مع جديه حتى يتلقى تعليما أمريكيا. ويتذكر الزملاء والمعلمون أوباما باعتباره طفلا كان يحب أن يرسم شخصيات كاريكاتورية. وقال داساد "أتذكر أنه كان يجلس إلى جواري في الفصل وكنت أراه يرسم رسما كاريكاتوريا لشخصية خارقة. كانت الرسومات جميلة جدا". ومضى يقول "كان شخصا له قدرة كبيرة على التكيف. كان ينسجم مع كل التلاميذ في الفصل.. كان يتعلم في مدرسة عادية في بلد أجنبي.. وكان يلعب نفس الألعاب معنا". وظلت اندونيسيا تتابع حظوظ أوباما في الانتخابات عن كثب وامتلأت وسائل الإعلام المحلية بموضوعات عن مدرسته القديمة والمنزل الذي كان يعيش فيه وآمال الشعب الاندونيسي. واندونيسيا حليف إقليمي رئيسي للولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب" وتتطلع لأمريكا في مجال التجارة والاستثمار. ولكن الكثير من سياسات بوش خاصة في الشرق الأوسط لم تحظ بشعبية في هذا البلد الذي تسكنه أغلبية مسلمة.