قررت وزارة التربية والتعليم إيقاف تجديد عقود المعلمين المتعاقدين في قسم التربية الفكرية من حملة دبلوم التربية الخاصة "تربية فكرية" للعام الدراسي الحالي 1430/1429ه. ويأتي القرار الذي يشمل جميع المتعاقدين في نفس التخصص مهما بلغت خدمتهم في التعليم بهدف إتاحة المجال لاستيعاب خريجي الجامعات وكليات المعلمين في التخصصات التي مازالت مشغولة بالمتعاقدين. وبناء على هذا القرار فقد تم إلغاء عقد 30معلماً متعاقداً في مختلف معاهد التربية الخاصة في المدينةالمنورة وذلك بدون تامين البديل من المعلمين المتخصصين ليبدأ العام الدراسي الجديد من دون معلمين وبالتالي من دون دراسة مما انعكس على نفسية الطلاب، وأيضا كان سببا في إرهاق المعلمين غير المتخصصين في المعاهد الذين تجاوز نصاب المعلم 25حصة أسبوعيا مع العلم انه من المفترض ألا يزيد على 18حصة في الأسبوع ولا يزيد عدد الطلاب على خمسة طلاب في الفصل، كما أن معهد التربية الفكرية للبنين في المدينةالمنورة يضم 150طالباً ويعاني من نقص 15معلماً. وقال الأستاذ جنيد فخر الدين جنيد مدير معهد التربية الفكرية إن القرار ترتب عليه إلغاء برامج الدمج في مدارس التعليم العام التي يقدر عدد الطلاب ب 180طالباً في مختلف المراحل التعليمية سواء في المرحلة الابتدائية التي تحوي 6فصول والمتوسطة ثلاثة فصول والثانوية ثلاثة فصول جميع هذه الفصول تم تقليصها إلى النصف، وذلك لاستقطاب المعلمين لتغطية العجز الذي حصل في المراكز، مما اثر في طلاب الخارج بشكل سلبي ولمواجهة هذا العجز الكبير في نقص المعلمين اضطر معلمو التربية الفنية والتربية الرياضية لدخول الفصول من الصباح وحتى نهاية الدوام، وأدى ذلك لتكدس الطلاب في الفصول وعدم تنفيذ البرامج بالشكل المطلوب نتيجة عدم تخصص المعلمين. ويضيف الأستاذ هاني إبراهيم مظهر معلم التربية الفنية أن معهد التربية الفكرية في المدينةالمنورة يقوم بالعناية بالأطفال ذوي الإعاقات الفكرية والحركية إضافة إلى مركز التوحد الذي تم إنشاؤه بجهود شخصية وتبرعات رجال الأعمال، مشيراً إلى أنه وصل عدد الطلاب إلى أكثر من 12طالباً في الفصل مما انعكس على نفسية المعلم وأدائه وأيضا على نفسية الطلاب ومدى استيعابهم، حيث أصبح الطالب لايستفيد كما ينبغي من حضوره للمركز مع انه من المفترض أن يكون لكل فصل معلم ومساعد أيضا للمعلم وهذا النقص اثر بشكل سلبي على أداء المعلم في ضغط الحصص وتأثيره على الطلاب وإيقاف بعض الأنشطة ومواد التربية الفنية والرياضية لان هؤلاء المعلمين تسلموا فصول الطلاب كمعلمين لهم. الأستاذ عبدالرحمن الحازمي معلم توحد في معهد التربية الفكرية للبنين في المدينةالمنورة يقول إن المركز الذي تم إنشاؤه يضم 23طالباً متوحداً والآن يشرف عليهم فقط ثلاثة معلمين متخصصين، وأصبح في كل فصل 8طلاب ومعلم واحد مع العلم انه يجب ألا يتجاوز الفصل الواحد 4طلاب ومعلم ومساعده، كما أدى إلى انزعاج الطلاب لتوقف الأنشطة الفنية والرياضية التي يحبونها، أما بالنسبة لأولياء أمور الطلاب فقد وجد هذا القرار استياء وتذمراً واسعاً من البداية السلبية للعام الدراسي الجديد الذي بدء بدون معلمين وبدون أنشطة إضافة إلى الحالة النفسية التي يعانيها أطفالهم نتيجة تعودهم على معلميهم. وقال الأستاذ نواف المغذوي والد احد الأطفال الملتحقين بالمعهد إن القرار مجحف في حق أبنائنا الطلاب فابني (فهد) متعدد الإعاقة وملتحق بالمركز منذ خمس سنوات في المرحلة الابتدائية وهو الآن في الصف الخامس، مشيراً إلى أننا هذا العام تفاجأنا بنقص المعلمين وتكدس الطلاب في الفصول، وفهد تعود على معلمه فهو بمثابة الأب والأخ له وبالتالي فقد الأجواء الجميلة والمريحة التي كان يعيشها مع أسرة المعهد.