كان يا مكان، في مستقبل الزمان، يحكى أن شهرزاد بعد زواجها حدثت حديثا عن ابنائها فقالت: على غير عادة أبنائي هذه السنة، فقد عادوا مذهولين مما رأوا من مفاجآت في مدارسهم بعد أول يوم دراسي، حتى قلت في نفسي ألا ليت الزمن يرجع، ، وراء وإلا الليالي تدور، وأكون طالبة مثلهم. قالت شهرزاد أما ابنتي رهف فقالت ماما: سوف يتحقق حلمي وأكون مدونة من الطراز الاول، وسأكمل ما بدأته المدونة هديل رحمها الله، فقلت وأنى لك ذاك، فقالت: لقد استبدلوا مادة التعبير لتكون مادة التدوين، إذ طلبت المعلمة من كل طالبة منا أن تنشئ لها مدونة على الانترنت، وتكتب فيها بشكل اسبوعي، وقالت ان افضل طالبة عندي ستكون بحسب تعليقات زوار مدونتها، وطلبت منا دعوة أهالينا للدخول والتعليق على المدونة. ثم قالت شهرزاد، أما ابني صاحب المرحلة المتوسطة فقد بدا مهموما هما مصطنعا، فقلت له: مالخبر؟، فقال لقد انهار حلمي اليوم، فكم كنت أنتظر ذلك اليوم الذي ادرس الجغرافيا، لأعرف عاصمة كينيا وأهم تضاريس غينيا، ولكن للأسف حذفوا مادة الجغرافيا... وانفجر بعدها باكيا تبعته ضحكة ساخرة وقال: أمزح يا أمي، أبشرك لقد استبدلوه بمادة (قوقل ايرث)، فبرنامج الارض من قوقل يعطينا تفاصيل التفاصيل عن كل قرية و حارة في العالم وخلال ثوان، إذ ان الوزارة انتهجت المثل القائل، بدل من أن تعطيني سمك الجغرافيا، أعطني سنارة قوقل ايرث وعلمني كيف أصيد بها، حيث أنهم وفروا معامل حاسب حاليا تكفي لأربعة فصول في نفس الوقت، ووعدونا بجهاز محمول لكل طالب عندما نصل المرحلة الثانوية. ثم قالت شهرزاد، أما لينا والتي تدرس الصف الثاني ابتدائي فكانت تنشد: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي، بصبح جديد لتذهب الى فصلها الجديد، ذلك الفصل المؤثث والممتلئ بالالعاب والقصص والعرائس حسب قولها، تقول اننا نجلس على حول المعلمة التي لم تفارقنا منذ الصباح، فقد حكت لنا خمس قصص وحفظنا معها ست آيات ونشيداً، ثم همست: هذا غير الهدايا والحلويات، ثم تابعت تغني: ياي ما أحلى المدرسة، ياي وأخيرا انتهت العطلة، ماما تصدقين ودي أنام بالمدرسة، فقلت سبحان مغير الأحوال بالأمس كانت تطلب أن تغيب اليوم واليومين والثالثة كمكافأة لها واليوم تريد النوم في المدرسة. وأما صاحب المرحلة الثانوية السعيد بكمبيوتره المحمول، والذي استلمه هذا الصباح، فقالت شهرزاد لقد بدأ يتحدث عن الوييكبيديا، تلك الموسوعة العالمية التي يكتب فيها الجميع، وأنها من ضمن المواد الاختيارية، حيث طلب الاستاذ منا أن نكتب فيها ونملؤها بمحتويات عربية صحيحة، عن تاريخنا الاسلامي وتاريخ المملكة العربية السعودية، وأن نبحث عن الأخطاء الموضوعة فيها، إذ لابد أن نكون متمرسين فيها، حيث ستلزمنا الجامعة أن نقدم بحوثنا فيها. وأضاف انهم قرروا مادة من متطلبات التدريس، ندرسها كل يوم وحتى الخميس، وفيها (مهارات) من كل غال ونفيس، ففيها سنتعلم الإلقاء والمحاورة، وفن التعامل مع الآخرين والمحاورة، بل ومهارات لكل عروس وعريس، بدلا من أن نتعلمها من مهند ولميس، ليت شعري ما أرادت بذلك إمبيسيس، قيس قيس قيس. هنا أدرك شهرزاد طابور الصباح، فسككت عن الكلام المباح.