لماذا تذهب المرأة الى تنمية ظاهرة التسوق لديها، هل في القضية نوع من الاستمتاع أم تمضية الوقت أم استهداف مباشر لجيب الزوج تحت مسميات وذرائع مختلفة؟ كثير من النساء يذهبن الى السوق ويعدن محملات بالأكياس، وان لم تكن لديهن رغبة في الشراء. الأمر الذي وصفه بعض علماء الاجتماع بالهوس الشرائي لكن ما سر هذا الهوس، وما الذي يدفع المرأة للذهاب الى السوق؟ يقول بعض علماء النفس إن انسياق المرأة لعملية الشراء سببه الجوع العاطفي الذي ينتج عن إهمال الزوج لزوجته وانشغاله عنها، ما يدفعها للتوجه الى السوق رغبة منها في الشعور بامتلاك أشياء كثيرة، فيما يقول علماء آخرون إن إهمال الزوج للمرأة يدفعها للبحث عن حل لتثأر من خلاله لشخصها وكرامتها، فتعمد للرد على زوجها من خلال جيبه الخاص معتبرة أن ماله عزيز عليه فتقوم بصرفه بشراهة مبالغ فيها. نعيمة عبد الهادي (ربة منزل) تقول: زوجي ينشغل عني باستمرار، ولا أسمع منه كلمة جميلة، ولا أتلقى منه المعاملة التي أحتاج إليها، لذلك أجد في التسوق فرصة للتنفيس عن الضغوط والمشكلات التي تحصل مع زوجي، كما أراه بمثابة الرصاصة التي تصيب قلبه حتى يشعر بوجودي وأهميتي. أما إنعام محمد موظفة فتقول: أذهب الى السوق باستمرار لأشتري العطور والملابس الجديدة لكي أجذب اهتمام زوجي الى شكلي وأنبهه بأنني امرأة قوية تعرف كيف ترد الكيل كيلين له لتدافع عن نفسها. وتقول رفيقة الطيب: عندما أشاهد القنوات الفضائية وما يعرض عليها من إعلانات تتملكني رغبة في الشراء، فأذهب الى السوق لأشتري هذه المنتجات حتى لو لم أكن بحاجة اليها على الإطلاق. من جانبه، يقول إسماعيل طعيمة وهو متزوج ولديه ستة أطفال:" زوجتي ترهقني ماديأ بدلاً من إرهاقي بحبها وحنانها، فهي دائمة الإسراف وتعلل ذلك بأنها تخاف أن أتزوج عليها في يوم من الايام . ويضيف أسامة فضل الله قائلاً: الهوس الشرائي للمرأة سببه التكنولوجيا وما أفرزته من تعقيدات وصرعات يومية واستهلاكات مادية؛ فعلى سبيل المثال تعرض القنوات الفضائية يومياً أحدث ما توصل العلم اليه من اختراعات على الادوات المنزلية أو آخر الصرعات في عالم الموضة. أما ربينا ياسين فتقول: لا أستطيع رؤية شيء جديد في منزل جارتي غير موجود في منزلي، لذلك أذهب الى السوق لأشاهد آخر الموضات حتى يكون منزلي مميزاً عن منازل صديقاتي. وتبرر إيمان عبد الكريم سلوكها الشرائي بقولها: مرض التسوق عند الرجال موجود أكثر من النساء، فزوجي يذهب إلى السوق ليبدل ساعته وحذاءه باستمرار، وهذا يدل على أن الموضة طغت على عالم الرجال أيضاً. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هنا: هل هذه الظاهرة طبيعية أم لديها أسبابها النفسانية والعاطفية؟ الدكتور شريف مراد اختصاصي الطب النفساني فسر هذه الظاهرة قائلاً: بعض الزوجات يعانين من مرض الشراء والتسوق من دون تمييز أو حاجة حقيقية الى ما يشترينه، وأحياناً يعمدن الى الاستدانه حباً في التسوق، وهؤلاء النسوة مصابات بالهوس العقلي، ومن أعراضه ارتفاع الحالة المزاجية والإحساس بتضخم الذات والكبرياء، وهو مرض وجداني يصيب السيدات بنسبة أكبر من الرجال، نتيجة لاضطراب عاطفتهن. من جهتها تضيف الدكتورة سمية درة، مستشارة علم الاجتماع : الرجل بعد الزواج يشعر بأنه ليس مضطراً للإسراف، بينما تشعر المرأة بأن من أولوياتها الاستمرار في الانفاق على نفسها ومظهرها لتحافظ على صورتها الجميلة في عيني زوجها، ومن هنا ترى أن التسوق وسيلتها للاحتفاظ بقلب زوجها.