المرأة والسوق عشيقان.. حقيقة تاريخية تكاد تكون ازلية.. فالتسوق يمنح المرأة احساساً بالسعادة والتميز. لكن الى أي مدى يمكن ان يتسامح الأزواج مع هذا (العشق)؟ الكثير منهم يعبرون عن سخطهم ونقمتهم، بعدما تحول غرام نسائهم بالتسوق الى إدمان. وقلة قليلة منهم يُظهرون تفهمهم حاجات نسائهم إلى التسوق من منطلق ان التسوق شكل من اشكال العلاج النفسي أحياناً! فما الذي يعنيه التسوق للمرأة؟ ولماذا اقترن بها اكثر من الرجل؟ وكيف يمكن ان يكون التسوق داء ودواء في وقت واحد؟ التحقيق التالي يحاول ان يجيب عن هذا الموضوع الذي يأخذ مساحة كبيرة من ميزانية الاسرة في فصل الصيف نظراً لانتشار مهرجانات التسوق في فترة الإجازة الصيفية. شيء ضروري تصف ام فارس السوق بقولها: السوق اصبح من الاشياء الضرورية بالنسبة لي وخاصة في فصل الصيف لان المحال التجارية تعرض الروائع في هذا الوقت من السنة وتضيف ان التسوق لديها اصبح هواية تعشقها منذ ان سكنت منزلها الحالي الذي يشرف على المحال التجارية من ثلاث جهات إذن لا غرابة في تعلقها بالسوق بهذا الشكل. اما ام احمد فتقول: دائما أذكر كلمة السوق او التسوق امام زوجي تصيبه بالتذمر ويصبح في حالة عصبية لانني وبناتي الاربع نحتاج السوق بشكل اسبوعي ولكنه لا يتميز بالصبر والمرونة لان التسوق فن وذوق وهو يريدنا ان نقضي حوائجنا باسرع وقت ممكن وبهذا نخرج في بعض الاحيان دون ان ننهي متطلباتنا كلها، ولكن استطعنا انا وبناتي بانهاء مشكلة التذمر الدائمة من زوجي وذلك بان تخرج اثنتان وتقضيان حوائجهما والاثنتان الباقيتان تخرجان في الاسبوع الذي يليه وهكذا استطعنا قضاء حوائجنا بسرعة وبدون تذمر واضافت ان التسوق يكلف الاسرة الشيء الكثير من الميزانية لان الفتيات عندما ينزلنا السوق لشيء معين تجدهن في اغلب الاوقات يرجعن باكثر من حاجتهن لما يرينه من مغريات في الاسواق من اكسسوارات وملابس وعطورات وغيرها من المغريات الاخرى. إذا ضاعت المرأة ابحث عنها في السوق بهذه العبارة بدا خالد الناصر حديثه واشار الى انه صحيح ان الرجل يحب التسوق ولكن ليس كحب المرأة له فانا متزوج منذ خمسة اعوام وكلما راتني زوجتي انهيت عملي تقول فلنذهب للسوق حتى وان لم تكن بحاجة لشيء فقط لتتفرج ولهذا فان التسوق مع المرأة شيء ممل حقاً. متنزه للنساء اما ابوعبدالله فيقول: انااعتبر السوق للضرورة فقط اما ان يصبح متنزه للنساء فلا والف لا، وعندما تريد عائلتي شيئاً من السوق اذهب معهم الى المكان المحدد وننهي لوازمنا منه وينتهي الامر. ولكن ابو يزن لا يحبذ هذه الطريقة التي يتعامل بها ابو عبدالله فيقول: من حق المرأة ان تأخذ حريتها في اختيار مشترياتها وانا من النوع الذي اذهب باسرتي الى السوق باستمرار وادخل الكوفي شوب واحتسي فنجاناً من القهوة حتى ينتهين من تبضعهن والذي في الغالب مايكون تنفيساً عن النفس اكثر مما هو قضاء للحوائج. لا تستطيع سارة. ع. الادعاء انها ممن يتبعن اسلوب كتابة قائمة بالمشتريات ولكنها دائما تعود للبيت محملة باغراض لا تمت للقائمة بصلة وتضيف ان عدم حب الرجال للتسوق هو كونهم لا يأبهون بمظهر منازلهم اونسائهم امام الاخرين فالمرأة هي الوحيدة التي تفهم في هذه الامور والكماليات لا يعيرونها أي اهتمام لذلك عندما اقول لزوجي هيا نذهب للتسوق يبدا بسرد موجودات المنزل وخزانة الملابس واننا لا نحتاج الى شيء لذلك احتاج لوقت طويل لاقناعه. اما محمد ابو طالب فيقول: لقد فشلت في اقناع زوجتي بانه لا شيء ينقصها هي واولادها ولا داعي للذهاب الى التسوق من حين لآخر ولكن المحاولات باءت بالفشل فهي تصر على التسوق باستمرار والمشكلة انها تشتري اشياء ليس لها داعي بحجة اتباع الموضة التي ستخرب بيتي عما قريب.وتقول ام رائد: ان التسوق جميل عندما يكون فيه مشاركة، فزوجي عادة يشاركني في اختيار ملابسي وملابس اولادي وهو من النوع ذي الذوق العالي في اختيار الاثاث الجميل فهو الذي يختار التحف والكماليات للمنزل وهو الذي يدعونا للذهاب للتسوق في اكثر الاحيان وليس لنا ميزانية محددة للتسوق فليس صحيحاً ان التسوق لا يحبه الا النساء وزوجي اكبر دليل. الرجال يدفعون الثمن اما عصام. ن فيقول: ان المرأة لا تتعب في جلب المال فتراها تشتري اشياء تافهة وليس لها مكان في المنزل ايضا وزد على ذلك فهي لا تستطيع المفاصلة مع البائع لذلك تزخذ الاشياء بثمن مرتفع ونحن الرجال ندفع ثمن هوس حبها للتسوق. وفي ختام استطلاعنا للآراء وجدنا ان التسوق يمكن ان يتحول من حالة حب إلى إدمان وذلك حين يتوفر لدى المرأة فراغ سواء أكان ماديا أونفسيا أي لا تستهلك ارتباطاتها المادية من مسؤوليات أسرية وأخرى مرتبطة بالعمل خارج المنزل وقتا كبيرا لذا نجد اغلب النساء تسعى لشغل وقت فراغها بأي نشاط ومن اكثر الأنشطة المحببة لهن التسوق. وختاما لحديثنا نقول عزيزتي المرأة اتضح في الدراسات أن إدمان التسوق يصيب النساء أكثر من الرجال بتسعة اضعاف، ولعل ذلك مرده إلى أن التسوق ارتبط بالمرأة أكثر من الرجل ويضاف إلى ذلك أن هناك بعض النظريات التي تتحدث عن دور الهرمونات الأنثوية في حدوث ذلك في حين ترجع نظريات أخرى الأمر إلى وجود عدم توازن في بعض الناقلات العصبية داخل الدماغ كالسيروتونين. ولعلاج إدمان التسوق ينصح الاخصائيون النفسانيون بعدم الذهاب إلى السوق عند الشعور بحالة نفسية سيئة لأن بعض الناس يتسوقون كوسيلة للتخلص من الضجر والإكتئاب والقلق في حين يفضل في مثل هذه الحالات التحدث إلى صديق أو الخروج في نزهة والتمتع بالمناظر الطبيعية وذلك لتفريغ الشحنات النفسية بدلا من تفريغ الجيوب.