مدخل: "قيل لي: ان الشاعر يُشحن بالأحلام.. حتى إذا نُكئت جراحه، وحاول جاهداً إخفاء انكساره لم يرحمه نزفه/ حرفه" عجباً..! كيف غافل النزفُ جرحي وتوشَّى على السطور عنائي؟! سكبته العروقُ "حلماً مُضاعاً" وبنت سطره أكف العزاء! أولم يرو غلة الروح دهراً؟ فلم الآن يحتسي كبريائي؟! @@@ أسرتني طيوفُ صبحك حلمي فطوى النعي - في المساء - رجائي كم حثثتُ الخُطى وراءك عطشى وضحايا المُنى ينحنُ ورائي..! لم أرَ الروحَ في ردائي تذوي..! قبل نزفي ولا علمتَ بدائي..! لم أرَ الصبرَ في الأسى يتلاشى فذهولي أخفى انتفاض الشقاء أثملتني الوعود.. حتى إذا ما ملَّ قطرُ السراب جوف إنائي.. دلقتك الطيوفُ في شعوراً مستثيراً.. يضخُّ نزف المساء.. يوهنُ الروحَ، يستفز شجاها يُخرجُ الخبءَ في العروق الظماء يعتريني.. حتّى إذا ما تنزّتء بين جنبي لوعةُ الشعراء عادَ نزفاً.. مُبعثراً خفقاتي! مُستبيحاً دمي، مُبيحاً بلائي..! عجباً..! كيف غافل "الحلم" جرحي؟ فإذا الحرفُ راعفٌ مع دمائي..! أنا ما خنتُ يا حروف ولكن كان ذنبي اشتهاءُ "حلم مُرائي"..! شعر: ندى الرحيل