لغتنا العربية.. لغتنا الجميلة.. وقبل هذا وبعد هذا لغة القرآن باتت تذبح يوميا على صفحات الانترنت خصوصا في المواقع والمنتديات وحتى من خلال التعليقات التفاعلية التي تشكل حرية شخصية لادخل للجريدة او المجلة او حتى الموقع في اختيار لماتها وعباراتها الا في الحدود الضيقة التي تدفع بالمشرف على هذا الموقع او ذاك حجب هذا التعليق بغض النظر عما اذا كانت عباراته وكلماته صحيحة وتنتمي الى لغتنا الجميلة.. كنت ابحث كعادتي في الانترنت وفوجئت بالكم الهائل من الكلمات المغلوطة والعبارات الضعيفة والتي تفتقر للقوة وتنتمي في مجملها الى لغة الاسواق والعامة الذين لا يهم التقيد بالاعراب والإملاء.. فكان هذا التحقيق الذي رحت اناقش فيه مع بعص المتخصصات في اللغة العربية هذه الظاهرة غير المقبولة والتي سبق وان طرحته (الرياض) في الكثير من مواضيعها وكتابة مبدعيها ومحرريها في العديد من صفحاتها خصوصا ثقافة الرياض. تحديات كبيرة ولاشك ان الحديث عن لغتنا الجميلة وكيف يمكن ان تواجه فيه هذا تسونامي الانترنت المستمر خلال النشر اليومي بل اآاني الذي يهدد لغتنا ؟ وماهو دور الاعلام ووسائله المختلفة في الدفاع عنها وإعادتها الي مكانتها الرفيعة والسامقة ؟ في البداية يقول المؤرخ وكاتب الاطالس المعروف الشيخ سامي عبد الله المغلوث لاشك أن لغتنا العربية في هذا العصر تواجه تحديات كبيرة ينبغي علينا جميعا أن تتصدي لها بصورة سريعة وفاعله فالمشاهد والمتابع لما نشر في العديد من المواقع من كتابات هزيلة وضعيفة بلغة تشوه فيها لغتنا الجميلة لغة القرآن الكريم.. وان تتجه الجهات المسؤولة عن النشر في هذه المواقع الى حسن اختيار المشرفين الملمين بلغتنا على مراجعة ماينشر فيها من كتابات او مواضيع مما يساهم في التخفيف من حدة هذه الظاهرة المسيئة للغتنا وحتى نساهم في رفعتها كما يجب.. اما ان يترك الموضوع بهذه الصورة فهذا أمر مرفوض.. ويضيف الشيخ المغلوث مطلوب خطوات جادة لحماية لغتنا العربية المتميزة وعدم الاسخفاف او التهوين من خطورتها و التعامل معها لانريد الكثير من المؤتمرات والندوات ونخرج التوصيات ونتحدث كثيرا والنتيجة لاشيء يتحرك او يتغير مجرد تكرار للحديث او إثارة للأشجان والخواطر ولكننا للاسف في مكاننا نتحرك نريد تدخلاً فاعلاً وسريعاً لحماية لغتنا من حالة التدهور الذي وصلت الية وهذه مسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع. أمر واقع وقالت الاستاذة سارة اليوسف تخصص لغة عربية: ان المتابع للانترنت يلاحظ وللاسف شيوع ظاهرة اغتيال لغتنا العربية بصورة غير مقبولة ومرفوضة وعلى الاخص ان لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم وبالتالي من المفروض بل من الواجب المحافظة عليها وهذه مسؤولية مشتركة تقع على الاخوة المسؤولين في المواقع والصفحات والمنتديات فلايجب ان يتركوا لمشرفين لايفهمون اللغة العربية وأسرارها الاشراف على ماينشر فيها من مواد.. النشر عبر الانترنت بات أمراواقعا وساهم كثيرا في نشر المعرفة ولكننا نريد معرفة متوازنة معرفة تحافظ على لغتنا بصورة دقيقة وهذا اضعف الايمان.. عدم القراءة وتقول المعلمة مها صالح لاشك ان لغتنا العربية تعاني من ظاهرة الاعتداء عليها وذبحها يوميا عبر شبكة الانترنت وبطرق مختلفة لذلك علينا ومن خلال امكاناتنا كمسؤولين او اصحاب اختصاص ان نحاول جاهدين المساهمة قدر المستطاع من منع هذه الظاهرة المؤدية الى انتشار ضعف اللغة لدي الكثير من ابناء اللغة العربية نفسها.. افتحي يا أسماء أي موقع هنا او هناك وطالعي الكتابات والتعليقات انها تعليقات ضعيفة اللغة وتفتقر لعناصر التكامل اللغوي والاملائي.. وهذا بالطبع يفسر لنا ظاهرة عدم اقبال الناس على القراءة مما ساهم في ضعف اللغة لدي الكثير.. قواعد اللغة اما المعلمة ياسمين عبد الوهاب تخصص لغة عربية فتقول: لقد لاحظت كثيرا وللاسف ظاهرة تدني لغتنا الجميلة في الانترنت بصورة خاصة وبعض وسائل الاعلام بصورة عامة وذلك لاشك أنه وليد الجهل بقواعد اللغة وللاسف فان كتابات البعض من مواضيع سطحية اتخذت انحداراً لغوياً وإهدار لأصول الكتابة والقراءة والمناقشة وبالتالي شكل هذه الظاهرة بصورة عامة وساعد على تراجع اللغة العربية في الانترنت وغير الانترنت.. شركات كبرى وأخيرا تقول إيمان أحمد (معلمة): يعود تدني مستوى اللغة في الانترنت الى ضعف مستوى التعليم والمناهج وعدم الاهتمام بفنون المكتبات وعدم تخصيص حصص للقراءة والتشجيع عليها فالقراءة واستيعاب اصولها بصورة هامة ودقيقة يساعد كثيرا على قوة اللغة لدى القارىء وحتى الكاتب وإذا لاحظتِ ان اكبر شركات البحث في الانترنت تعاني هي ايضا من عدم وجود الاشخاص المتخصصين والمتميزين بفهم علوم اللغة فالترجمة في هذه المواقع ضعيفة جدا الى درجة تدعو للضحك.. فاذا كانت هذه هي حال شركات كبرى تدخل كل لحظة مليارات الدولارات تبخل على توظيف اختصاصيين او تحميل برامج ترجمة دقيقة وقوية.. فيجب علينا عدم لوم قارىء في بنغلادش او الكنغو يكتب بلغة مكسرة وضعيفة فهذه هي إمكاناته ولكننا نلوم الجهات القادرة التي تستطيع ان تعالج هذه الظاهرة ولاتقوم بذلك.