أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه تم الاتفاق على برنامج للمصالحة الفلسطينية. وقال الرئيس أبومازن، في مؤتمرصحافي عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له أمس بالقاهرة: "اتفقنا مع الأشقاء المصريين على برنامج للمصالحة الفلسطينية، وإخواننا في مصر سينشرون هذه المعلومات، وما نؤكد عليه أن كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وافقت على الورقة المصرية، ونحن ندعمها". وردا على سؤال حول ضمانات نجاح أي اتفاق تصل إليه الفصائل الفلسطينية، قال أبومازن: "ليس لدينا ضمانات إلا الدول العربية، وبالذات مصر، فهذه الدولة الشقيقة تضع ثقلها للوصول إلى مصالحة حقيقية، بالإضافة إلى بقية الدول العربية، وجامعة الدول العربية وأمينها العام عمرو موسى حيث سيشاركون جميعا في هذا العمل". وأكد أن جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وافقت على وتدعم وتتمنى نجاح الورقة المصرية للحوار الشامل بين الفصائل المختلفة. وقال: "إننا من جانبنا نؤكد أننا موافقون على كل شيء، ولكن توفر ضمانات مائة في المائة غير موجود،وحتى إذا حدث فشل فان علينا أن نحاول مرة أخرى ونرجو ألا يحدث ذلك". وأكد أبومازن أن موقفه بالنسبة لبرنامج المصالحة الفلسطينية يعكس اتفاقا على بنوده وجدية في الاستمرار فيه والالتزام به. وأشار الى أن اللقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك تطرق الى مختلف القضايا سواء فيما يتعلق بدفع المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الى الأمام أو انتظار تشكيل الحكومتين الجديدتين في اسرائيل والولايات المتحدة، كما تطرق الى جهود تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني. وردا على سؤال حول مدى إستعداده لحضور مؤتمر الحوار الفلسطيني-الفلسطيني بالقاهرة في التاسع من نوفمبر المقبل، قال أبومازن "سنجيب على ذلك في حينه". وحول اعادة طرح المبادرة العربية مرة أخرى في لقاء الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في مباحثات شرم الشيخ مؤخرا، قال أبومازن: "اننا نشجع ونؤيد ونشكر الرئيس مبارك على طرحه موضوع المبادرة العربية ونتمنى من كل وسائل الاعلام العربية أن تركز على المبادرة وأن تعيد تناولها وقراءتها وطرحها للرأي العام العالمي والعربي، لأن هذه المبادرة ليست فقط عربية ولكنها مبادرة اسلامية أيضا،حيث اعتمدت في نفس العام الذي طرحت فيه في مؤتمر منظمة المؤتمر الاسلامي بطهران". وقال: "إن 57دولة عربية واسلامية مستعدة لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل إذا انسحبت اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة،ولايجوز لاسرائيل أن تطلب تطبيع العلاقات قبل أن تبادر بالانسحاب،لأن هناك دولاً اسلامية مثل أفغانستان وماليزيا وغيرها مستعدة للاعتراف باسرائيل بشرط الانسحاب وتحقيق السلام وحل المشكلة الفلسطينية". وأكد الرئيس الفلسطيني أنه لايوجد أحد مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مسبقاً قبل أن تقوم بالخطوة الأولى المطلوبة منها وهي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية ومن الجولان ومن مزارع شبعا،وعندئذ ستجد أمامها 57دولة عربية واسلامية ترفع علم إسرائيل. وردا على سؤال حول تنحية مسؤول جهاز المخابرات الفلسطيني توفيق الطيراوي من منصبه وتأثير ذلك على الحوار مع الفصائل الفلسطينية، نفى أبومازن وجود أي علاقة بين موضوع الطيراوي والحوار، وقال "اننا لانخضع لطلب من هذه الجهة أو تلك لأن هذه ترتيبات أمنية داخلية،حيث نقل الطيراوي من منصبه الى منصب آخر، وأصبح مستشارا أمنيا في الرئاسة الفلسطينية بدرجة وزير، ولاعلاقة بنقله بطلب من أية جهة، ونحن لانقبل ذلك لأن مسألة الترتيبات الأمنية تخضع لسلطة واحدة تشرف عليها سواء من حيث التسليح أو القانون، وهذا هو المعمول به في كل دول العالم،حيث لاتتجزأ السلطة أو القانون وتتوزع بين جهتين، ونحن من جانبنا نطالب بذلك، وعلى الأشقاء العرب جميعا أن يسعوا من أجل الوصول الى هذه الفكرة". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" قد عقد لقاء مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان الليلة قبل الماضية تركز بالكامل على الجهود المصرية الخاصة بالحوار الفلسطيني. وقال مصدر فلسطيني رفيع المستوى، رافق الرئيس أبومازن، أنه تم التأكيد خلال اللقاء مع الوزير عمر سليمان على تثمين دور مصر من جهود كبيرة لنجاح الحوارالفلسطيني - الفلسطيني، وأهمية إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية وتوحيد الصف. ونبه الى أن الرئيس أبومازن اعتبر أن فشل الحوار، المتوقع اجراؤه في القاهرة، سيشكل جريمة بحق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، مؤكدا في الوقت نفسه حرص الرئيس أبومازن على نجاح الجهد المصري لتحقيق المصالحة الفلسطينية.