لا شك أن الجريمة أمر يرفضه الجميع ويسعى للوقوف في وجهه الجميع، والجرائم - بالرغم من رفضها جميعها - تجد منها ما هو في حدود التصور ولا أقول القبول.. فعندما يسرق بيت شخصية مهمة تجد الجميع يستغربون من جرأة ذلك اللص.. فكيف بمن تجرأ على بيت من بيوت ملك الملوك؟!! وماذا سرق يا ترى؟!! أدوات تكبير الصوت التي يرفع بها (الله أكبر).. ما أبشع مجرد تصور حدوث مثل هذه الجريمة في مجتمع تربى على سماعها وقولها والعمل من أجلها.. فكيف يمكن تخيل أن يذهب المؤذن ليرفع ذكر الله ويدعو إلى الصلاة فيجد أن صوته لن يتجاوز حدود جدار المسجد.. هل رأيتم أن الجريمة ليست جريمة عادية؟ إنها كذلك بالفعل.. فمن يتجرأ على بيوت الله لا نعتقد أن هناك حداً يقف أمامه. فقد وضعت وحدة البحث والتحري بمركز شرطة السويدي حداً لجرائم أحد الأفارقة الذي تخصص في سرقة بيوت الله.. بعد ما تكررت البلاغات عن حدوث سرقات لمكبرات الصوت في المساجد بحي السويدي والأحياء الأخرى.. وقاموا بحصر هذه البلاغات وجمع المعلومات التي قد تقود إلى التعرف على الجاني والقبض عليه.. فحدد الاشتباه بأحد المشبوهين وهو من جنسية أفريقية.. فتم ضبطه.. وبالتحقيق معه اعترف (مبدئياً) بقيامه بسرقة ميكروفونات وأجهزة أخرى من أربعة عشر مسجداً في أنحاء متفرقة من الرياض قام بالدلالة على مواقعها، مشيراً إلى أنه كان يتبع أسلوب المخادعة والتظاهر بالعبادة ليبقى بعد الصلاة في المسجد حتى يخرج آخر المصلين وبعد أن يتأكد له تماماً أن المسجد صار خالياً والشوارع فارغة يقوم بتنفيذ جريمته البشعة بشاعة مسلكه. وأنه كان يقوم ببيعها.. التحقيقات لا تزال جارية وبتوسع مع الجاني للتعرف على المزيد من القضايا والجرائم التي سولت له نفسه بارتكابها.. وسيحال إلى الشرع المطهر لينال عقابه لقاء ما جنته يداه.