في مؤتمر صحفي يعد الأول من نوعه في المملكة للتعريف بأخطار الروماتويد على المريض وأهمية المبادرة بعلاجه في مراحل مبكرة من المرض خشية الإعاقة أوضح الدكتور أحمد الشيخ استشاري ورئيس قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن هذا المرض من أكثر أمراض المناعة الذاتية الروماتزمية شيوعاً، والثاني من الروماتزميات حصداً للمصابين ويحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذي يتنشط للهجوم على الغشاء المحيط بمفاصل اليد ويمتد لما بعد ذلك. وهذا النشاط المناعي يؤدي لحصول التهاب دائم في المفاصل والالتهاب بدوره يمتد للغضاريف والعظام محطماً لها في حال استمراريته، وترك هذا المرض دون علاج تعني تشوهات حتمية، وانعكافات وتقلصات تصيب المفاصل المصابة مع الزمن. وتجب الإشارة أن ليس جميع المصابين سواء حتى انتشرت بين الأطباء مقولة الروماتيد ليس مرضاً واحد! وأكد أن غياب الإحصائيات في المملكة حد من معرفة عدد المرضى المصابين بالروماتويد ونسبته في المجتمع السعودي. ويصيب الروماتويد عادة ثلاث نساء مقابل كل رجل. ومن أبرز أعراضه إحساس بتيبس في مفاصل الأصابع واليد، مع انتفاخات تتحسن مع الحركة مصحوبة بآلام تقل باستخدام الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل. وتزداد آلام المفاصل وتيبسها بداية النهار وبعد كل فترة راحة وذلك لأن الحركة تطرد السوائل الالتهابية خارج المفاصل وتلينه، والسكون يسمح لخلايا الدم البيضاء والسوائل بالتجمع فيها. وبطريقة عامة يمكن القول إن أي من المفاصل المصابة تتألم وتسبب نفس نوعية الازعاج. وأكد أن المرض يصيب مفاصل أصابع اليد عدا المفصل الأبعد فيها. وكذلك الرسغين، الكوعين، الكتفين، الفك، أعلى الرقبة، القدم، الركبتين وبدرجة أقل الحوض والعمود الفقري عدا الفقرة الأولى أعلى الرقبة التي لا تتأثر بالمرض إلا في النادر جداً. كما أوضح الدكتور الشيخ أن الروماتويد قد يصيب العديد من أجزاء الجسم خارج المفاصل مثل الجلد والرئتان والقلب والعين مما يعني خطورة المرض وضرورة المبادرة بعلاجه وأوضح الدكتور رامز السويلم استشاري ورئيس قسم أمراض الروماتيزم في المستشفى العسكري في الرياض أن أهم ما في الروماتيد هو العلاقة بين المريض وطبيبه والتاريخ المرضي الذي يحقق فيه الطبيب. فأعراض التيبس والالتهاب تختلف من مرض روماتزمي لآخر، وإن كانت قائمة الأمراض التي يحتاج أن يفكر فيها الطبيب كبيرة حينما يرى المريض بداية إلا أن القليل من التدقيق وبعض التحاليل تساعد في الوصول للتشخيص بثقة. وهناك جدول متطلبات لتشخيص المرض يتكون من سبع عوارض إن وجدت أربع أو أكثر فإن المرض يكون موجوداً بنسبة 89% مع نسبة خطأ لا تزيد عن 8-10%. يشترط وجود الأعراض لستة أسابيع لأن الكثير من الفيروسات تسبب أعراضاً مشابهة للروماتيد تختفي بأقل من ذلك. وهذه المتطلبات هي: تيبس صباحي وتأثر المفاصل الصغيرة لليدين وتماثل في الجهتين وأكثر من ثلاث مناطق مفصلية ووجود عامل الروماتيد (جسم مضاد) في الدم. أو تغيرات الإشاعة السينية في المفاصل المصابة والعقد الروماتيدية الجلدية، وأكد أن آلية علاج المرض تعتمد على ايقاف نشاط المرض والوصول لمرحلة شفاء جزئي خلال ثلاثة شهور من بداية العلاج وهناك العديد من الأدوية التي أثبتت فعاليتها في التحكم بنشاط المرض المزمن وكذلك الأدوية البيولوجية الحديثة، أكد كل من الدكتور أحمد الشيخ والدكتور رامز السويلم في ختام المؤتمر الصحفي الذي عقد أول من أمس في فندق شيراتون الرياض وبحضور العديد من الوسائل الإعلامية والمهتمين بالشأن الصحي أن المبادرة بالكشف على المرض وعلاجه من أهم الأسباب للشفاء منه أو التخفيف من الآثار المحتملة له.