تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في اليوم العالمي لمكافحة مرض التهاب المفاصل الذي يصادف يوم غد الخميس و تأتي مشاركة المملكة في إطار توعية كافة شرائح المجتمع بهذا المرض و ضرورة القضاء عليه. وأكد الدكتور محمد حنفي سلامة / استشاري علاج الروماتيزم / أن هناك أكثر من 140 نوع من أنواع التهاب المفاصل المعروف بالروماتويد يختلف بعضها عن البعض حسب التوزيع الجغرافي . وقال إن نسبة انتشار مرض التهاب المفاصل عالمياً تبلغ 1بالمئة تتركز غالبية الإصابات بالتهاب المفاصل في المملكة العربية السعودية في الجنوب مشيراً إلى أن التهاب المفاصل أكثر انتشاراً في الشرق الأوسط منه في الدول الأوروبية. وألمح إلى أن الروماتويد مرض مزمن يصيب المفاصل عموماً والصغيرة منها بالأصابع على الخصوص ويحدث هذا المرض بالغشاء السينوفى المبطن للمفاصل حيث يؤدي المرض إلى تورم هذا الغشاء ومن ثم يزحف على سطح الغضروف المفصلي ليصيبه بالتآكل نتيجة لذلك ويؤدي في النهاية إلى الالتصاق بالسطح المواجه له ومن ثم يصيب المفصل بالتيبس، ويصاحب ذلك تورم حول المفصل الذي يتخذ شكلاً مغزلياً. وبين ان الروماتويد يبدأ عند حوالي ثلثي المرضى تقريباً بشكل مفاجئ مع شعور بالتعب والإرهاق وضعف عام بما في ذلك الضعف الجنسي. أما الأعراض الخاصة فإنها تظهر عادة بشكل تدريجي بحيث تصيب مفاصل متعددة وخصوصاً مفاصل اليدين والمعصم والركبة والقدمين أو أي مفاصل أخرى وتكون الإصابة متناظرة. ولفت الدكتور سلامة ان الأعراض تتركز في المفاصل على شكل آلام وتورم مصحوبة بتيبس صباحي ، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بشكل تدريجي. أما تأثيره على أجزاء الجسم الأخرى فتحدث لدى نسبة امل من المرضى ، ويتمثل في ظهور عقد تحت الجلد ، جفاف في العينين أو الفم وربما التهاب في أجزاء من العين، التهاب الغشاء البلوري للرئة وتليف في نسيج الرئة ، التهاب الغشاء المحيط بالقلب (التامور) والتهاب في الأوعية الدموية والأعصاب الطرفية ،وفي حالة تأثيره على فقرات الرقبة قد يؤثر على الحبل الشوكي. وأفاد إن ثمة مجموعة من الفحوصات اللازمة للتأكد من تشخيص المرض وتشمل فحص الدم ونسبة الترسب فيه / إي إس أر / ووجود عامل الروماتويد/ أر إف /وكذلك وجود بروتين/ سي أر بي / كما يتم اللجوء إلى الفحص بالأشعة السينية لتوضيح مدى التغيرات الحاصلة في المفاصل مثل تآكلها وتشوهها وهشاشة العظام. وقال ان العلاج له أكثر من نمط يتراوح بين العلاج بالأدوية مثل مركبات أملاح الذهب والمسكنات والكورتيزون مع الأدوية المقوية، وبين العلاج الطبيعي للاحتفاظ بحركة المفاصل وتقوية العضلات. وقد يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي لإيقاف حدة المرض ووقاية المفاصل من خلال استئصال الغشاء السينوفى لهذه المفاصل في الحالات المبكرة، وتثبيت هذه المفاصل إذا تلف الغضروف المفصلي، وإصلاح التشوهات أو الأوتار الممزقة. وقد يلجأ الطبيب إلى علاج مرض الروماتويد المزمن بإجراء عملية تغيير وزراعة المفصل للمفاصل المصابة مثل الوركين والركبتين والكاحلين ومفاصل الرسغين والأصابع، وذلك عندما يكون هناك ألم متواصل لا يستجيب إلى العلاج التحفظي. واضاف ان هناك ثمة علاجات تقليدية لالتهاب المفاصل ولكن هذه العلاجات تكفي فقط للتعايش مع المرض وليس لعلاجه كما وأنها تتسبب في حدوث تشوهات في المفصل. واكد الدكتور سلامة ان الإحصائيات تشير إلى أن الروماتويد يصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة 31 بالمئة ولكن السبب غير معروف وإن كانت الدراسات تشير إلى أن السبب الرئيسي في حدوث المرض هو عمل جهاز المناعة ضد أنسجة الجسم بما فيها المفاصل. ونصح بالتعامل مع المرض مبكراً منذ بداية اكتشافه وبأكثر من دواء في نفس الوقت مثل أقراص الميثوتركسات والكورتيزون الذي يجب أن يستخدم بإشراف الطبيب وبطريقة حذرة ومقننة. أما بالنسبة للعلاجات الجديدة وهي العلاجات الحيوية التي تعمل على / بي سيللز/ مثل المابثيرا فإنها تعالج المفصل وتحافظ عليه دون حدوث أي تشوهات وقد رجحت التوصيات العالمية ضرورة البدء بتطبيق تلك العلاجات بصورة فورية لأنها توقف نمو المرض. انتهى 1533 ت م