سجلت بورصات آسيا واوروبا تراجعا جديدا أمس الخميس متأثرة بالنتائج المخيبة للآمال التي اصدرتها الشركات وبسبب القلق من الانكماش الكبير الذي بدأ في بعض الدول الصناعية. فبعد تراجع بنسبة حوالى 5% امس الاول، بدت البورصات الاوروبية الكبرى مترددة الخميس بعيد بدء جلسات التداول. وتراجعت بورصة فرانكفورت 0.25% بينما ارتفعت بورصة لندن بنسبة 0.54% وباريس 0.73%. وقبيل ذلك، اغلقت بورصة طوكيو، اكبر سوق مالية في آسيا، على تراجع نسبته 2.46% اثر جلسة سجلت خلالها تراجعا بنسبة 7.5% وبلغت ادنى مستوى لها منذ خمس سنوات. ويعزز توتر السوق تراجع سعر صرف اليورو مقابل الين الذي يبلغ ادنى مستوى له منذ ست سنوات وسعر برميل النفط الذي فقد اكثر من نصف قيمته منذ تموز/يوليو قبل ان يستقر حول 66دولارا في آسيا الخميس. ويبدو ان الاجتماع الاستثنائي المقرر لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في فيينا لن ينجح في تهدئة الاسواق. وقد تحدث وزير النفط الايراني عن خفض للانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا. وقد تراجع اليورو الى اقل من 124ينا وما زال سعره تحت ال 1.28دولار. وقال صراف في مصرف ياباني كبير أمس ان " الانطباع الحالي سلبي تماما الآن حيال اوروبا. لذلك حتى اذا استعاد اليورو قوته فسيشكل ذلك فرصة ممتازة للبيع" . وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صباح الخميس سلسلة من الاجراءات لدعم الاقتصاد وخصوصا لمصلحة الشركات الصغيرة والمتوسطة وتهدف الى التخفيف من حدة ازمة التوظيف. لكن الانباء السيئة في اوروبا تزداد بشأن الشركات. فشركة "اير فرانس-كي ال ام" التي كانت تعول على نسبة نمو سنوية من 4% في الاعوام المقبلة، لم تعد تفكر سوى بنمو يبلغ الصفر لسنتها الحالية التي تنتهي في 31آذار/مارس وكذلك للسنتين التاليتين، حسبما ذكرت الصحف أمس. اما شركة "فيات" الايطالية للسيارات، فتتوقع نتائج في 2008اقل من توقعاتها وظروفا سيئة في الاسواق في الجزء الاكبر من 2009.وفي القطاع المصرفي، اعلن "كريدي سويس"، ثاني مصرف في سويسرا، الخميس عن خسائر صافية تبلغ 1.26مليار فرنك سويسري في الفصل الثالث من العام. والوضع نفسه في آسيا. فقد تبع المستثمرون اليابانيون حركة وول ستريت التي اغلقت امس الاول على تراجع نسبته 5.69% الى جانب مخاوفهم من تأثير الازمة المالية على صادرات البلاد التي تشكل احد المحركات الاقتصادية للارخبيل. وانخفض الفائض التجاري الياباني 94% في ايلول/سبتمبر الماضي بالمقارنة مع ايلول/سبتمبر 2007بسبب تراجع واضح في الطلب في اميركا الشمالية واوروبا الغربية. وقال توموكو فوجي الخبير الاقتصادي في مجموعة "بنك اوف اميركا" في طوكيو ان "المستثمرين قلقون بسبب الازمة المالية العالمية وخصوصا تأثيرها على اوروبا". وتأثرت منتجات اساسية لليابان مثل السيارات والمعدات الصناعية ومعدات البناء وغيرها بانخفاض الاستهلاك في الغرب. واعلنت مجموعة "سوني" عن انخفاض ارباحها الصافية في الفصل الثاني بنسبة 72% على مدى عام. وفي الوقت نفسه، واصل الين ارتفاعه ليبلغ صباح أمس 97.65ينا للدولار الواحد و 125ينا لليورو مما يضر بالصادرات اليابانية. وعلى صعيد المصارف، استأنف بنك اليابان تدخلاته العاجلة في السوق النقدية في الامد القصير بضخ 600مليار ين ( 4.8مليارات يورو) في القطاع المصرفي لمساعدة المؤسسات المالية على مواجهة حاجاتها من السيولة. والى جانب طوكيو، بدت اسواق آسيا ضعيفة أمس اذ اغلقت بورصتا سيول وسيدني على انخفاض بلغت نسبته 7.5% و4.4% على التوالي. وحوالى الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، انخفضت بورصات هونغ كونغ 3.1% وسنغافورة 2.35% وشنغهاي 1.07% وبومباي 3.13%. وقال مدير قسم استراتيجية السوق في مجموعة "دي ايه دافيدسون" في نيويورك مساء الاربعاء ان "المستثمرين يراجعون تقديراتهم لخطورة الانكماش ومدته معترفين بذلك بان ازمة الرهن العقاري لم تؤد الى تباطؤ اقتصادي فقط بل الى امر اخطر من ذلك بكثير". وقال وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون "بصراحة سنشهد بضعة اشهر صعبة على صعيد الاقتصاد الواقعي". وكانت اسواق المال في العالم شهدت انخفاضا كبيرا الاربعاء على الرغم من الاعلان عن قمة عالمية حول الازمة بمشاركة عشرين دولة متطورة وناشئة في 15تشرين الثاني/نوفمبر قرب واشنطن. وقال البيت الابيض لدى اعلانه عن القمة انها تهدف الى "مناقشة اسباب الازمة المالية" و"تحديد مبادىء الاصلاحات" لتجنب تكرارها.