وأخيراً.. القضاء سيقول كلمته في واحدة من أعنف وأطول القضايا التي شهدتها المملكة وسيكون تحكيم شرع الله هو مصير كل من خرج عن الحق وأفسد في الأرض باسم الدين. وتأتي محاكمة المتورطين في القضايا الإرهابية تأكيداً للعهد الذي قطعته الدولة وأكدته في أكثر من مناسبة في ملاحقة عناصر الإجرام مهما طال الزمن وتقديمهم للعدالة وتحكيم شرع الله فيهم، وتأكيدها المستمر على الضرب بيد من حديد على كل عابث بأمن هذا الوطن ومقدساته وسد الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره. اليوم والجميع يترقب ما ستسفر عنه جلسات المحاكمة لهذه العناصر المتورطة في قضايا الإرهاب على اختلاف أدوارها نعود بالذهن للوراء قليلاً لنتذكر الأحداث الإرهابية المؤسفة التي مرت بها بلادنا والتي خلفت وراءها العديد من الضحايا من الأبرياء من قتلى ومصابين. فخلال السنوات الماضية أزهقت يد البغي والعدوان والفساد في الأرض أكثر من (1000) ضحية ما بين قتيل ومصاب من جنسيات مختلفة. ولا يزال كثير من أسر ضحايا تلك العمليات الإجرامية البشعة تتذكر أبناءهما وأقاربهما الذين رحلوا من هذه الدنيا فجأة، ولا تزال صور من كان يبحث عن الأشلاء في ركام المجمعات السكنية وصراخ الأطفال ومن فقد أحد أطرافه أو شوهت الحادثة جسده راسخة للعيان ويتذكر الجميع بكل حسرة وألم تلك الأعمال المروعة، حيث يتم أطفال وحرموا من آبائهم وشوهت أجساد بعضهم ومن أبرز الحوادث الإجرامية التي شهدتها المملكة في السنوات الماضية في الرياض (1426/6/20ه) حيث وقع انفجار في أرض فضاء مخصصة لمواقف السيارات وبجانبها بعض العمائر السكنية في شارع الثلاثين بالعليا والمبنى المستهدف هو مكتب تطوير وتدريب الحرس الوطني السعودي، حيث بلغ عدد القتلى "6" خمسة منهم أمريكيون وواحد فلبيني بينما بلغ عدد الجرحى 60جريحاً. وفي الخبر (1417/2/9ه) انفجرت سيارة ملغومة أمام مبنى تابع لوزارة الدفاع والطيران السعودية يسكنه أجانب أودى بحياة 19جميعهم من الجنسية الأمريكية بينما بلغ عدد الجرحى 386جريحاً. وفي الخبر أيضاً (1422/7/19ه) وقع انفجار امام محل تجاري لبيع الساعات والكماليات أسفر عن وفاة شخصين وإصابة أربعة بجروح.. اثنان منهم فلبينيان وواحد بريطاني وواحد أمريكي. وفي الرياض (1423/12/19ه) مقتل مقيم بريطاني إثر إطلاق النار عليه أثناء توقفه بسيارته عند إحدى الإشارات المرورية بشارع خالد بن الوليد بحي غرناطة شرق العاصمة الرياض. وفي الرياض كذلك (1424/3/11ه) وقعت 3انفجارات في "مجمع الحمراء" جنوب طريق الدمام السريع، وفي "مجمع اشبيليا" شرق الرياض، و"مجمع فينيل"، وذلك أثناء عمليات انتحارية قام بها مجموعة من الإرهابيين. وقد بلغ عدد القتلى "34" منهم سبعة سعوديين وأردنيان وثلاثة فلبينيين ولبناني واحد وسويسري واحد وايرلندي واحد وسبعة أمريكيين وأسترالي واحد وآخر مجهول الهوية.. أما عدد المصابين فقد بلغ 194جريحاً من جنسيات مختلفة. وفي الرياض (1424/4/3ه) مقتل أمريكي أصيب بجروح خطيرة جراء إطلاق النار عليه.. وفي العاصمة المقدسة التي طالتها يد الافساد (1424/4/14ه) وخلال عملية اعتقال ومداهمة للإرهابيين أصيب أربعة مواطنين.. وفي القصيم (1424/8/12ه) قامت الأجهزة الأمنية بمداهمة عدد من المطلوبين في أحد المزارع الواقعة في منطقة المليداء الشمالية التابعة لمحافظة عيون الجواء حيث خرج المطلوبون من المزرعة وهم يطلقون النار بكثافة في محاولة للاختباء بين المزارع المنتشرة وتم تبادل إطلاق النار عليهم وتعطيل سيارتهم حيث قام هؤلاء المطلوبون بالاعتداء على أحد المواطنين وسلب سيارته والفرار بها. وفي الرياض (1424/9/14ه) هزت عدة انفجارات مجمع المحيا السكني الواقع في وادي لبن غرب الرياض، حيث قامت مجموعة إرهابية تستقل سيارة بالمرور من أمام مجمع المحيا السكني وإلقاء قنابل يدوية على الحراسات الموجودة أمام بوابة المجمع وإطلاق النار بكثافة عليهم أعقب ذلك ادخال سيارة جيب إلى المجمع وهي من نوع تويوتا مموهة بلون أحد القطاعات الأمنية ومحملة بالمتفجرات تزن "300" ثلاثمائة كيلوغرام وهي عبارة عن خليط من المواد المتفجرة ومن ثم تفجيرها داخل المجمع في عملية انتحارية، حيث نتج عن ذلك وفاة "17" شخصاً وإصابة "122" من جنسيات مختلفة.. وجنسيات القتلى هم 2سعوديين، و 7لبنانيين، و 4مصريين، و 1سوداني و 4مجهولي الهوية. وفي الرياض (1424/12/8ه) صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن السلطات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم يدعى خالد بن حمود بن جوير الفراج "سعودي الجنسية" وذلك أثناء عملية تفتيش منزله حيث قام المشتبه به بالبدء في إطلاق النار على رجال الأمن فور دخولهم المنزل للتفتيش.. نتج عن ذلك وفاة ستة من رجال الأمن ومقتل والد المشتبه به. وفي (1425/3/2ه) وقع انفجار على بعد ثلاثين متراً من مقر إدارة المرور في الرياض نتج عنه مقتل موظف مدني وطفلة عمرها لا يتجاوز 13سنة وإصابة 148جريحاً من جنسيات مختلفة. وفي محافظة ينبع (1425/3/12ه) قام أربعة من الإرهابيين باقتحام أحد المباني التابعة لأحد المقاولين وأطلقوا النار بشكل عشوائى ونتج عن هذا الاعتداء مقتل خمسة من العاملين في المقر 2من الجنسية الأمريكية و 2من الجنسية البريطانية وأسترالي واحد بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين ممن يحملون الجنسية الباكستانية والأمريكية والكندية. وفي (1425/4/3ه) تم اغتيال مقيم الماني وهو خارج من أحد البنوك في الرياض. وفي الخبر (1425/4/10ه) صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن أربعة من المنتمين للفئة الضالة من ذوي السوابق الإجرامية قاموا بإطلاق النار على حراس أمن إحدى الشركات ثم خرجوا من المقر وهم يطلقون النار فأصابوا عدداً من السيارات احداها تحمل أربعة أطفال متجهين إلى مدارسهم احترقت وفيها أحدهم. وأزهقت يد البغي والعدوان والفساد في الأرض "22" نفساً من الأنفس المعصومة من جنسيات مختلفة هم هندي 8، سيرلانكي 2، سويدي 1، افريقي 1، سعودي 3، امريكي 1، ايطالي 1، فلبيني 3، بريطاني 1، مصري 1، طفل في العاشرة، وأصيب في هذا الحادث خمسة وعشرون من جنسيات مختلفة بإصابات مختلفة. وفي (1425/4/14ه) صرح مدير شرطة منطقة الرياض بأن مجهولين قاموا بإطلاق أعيرة نارية أثناء مرور سيارات تخص مواطنين ومقيمين على طريق الرياضالخرج القديم.. وقد نتج عن ذلك اصابة مواطن سعودي بإصابة طفيفة. وفي (1425/4/18ه) صرح مدير شرطة منطقة الرياض بأن شخصين أحدهما من الجنسية البريطانية وآخر ايرلندي قد تعرضا لإطلاق نار من مجهولين داخل أحد الأحياء الشعبية بمدينة الرياض وقد نتج عن الحادث مقتل أحدهما وهو الايرلندي وإصابة البريطاني. وفي (1425/4/24ه) تعرض أحد المقيمين وجنسيته أمريكي إلى إطلاق نار في حي الملز بمدينة الرياض مما أدى إلى مقتله. وفي (1425/5/12ه) أوضح مدير مسؤول بوزارة الداخلية بأن الجهات الأمنية قد تمكنت من رصد سيارة تستقلها مجموعة من الإرهابيين في الرياض حيث بادروا بإطلاق النار على رجال الأمن في منطقة تشهد حركة مرورية مما نتج عنه إصابة مواطن سعودي وثلاثة من الاخوة المقيمين كما استشهد في موقع الحادث جندي وأصيب ستة من زملائه. وفي (1425/6/17ه) قتل مقيم ايرلندي داخل مكتبه في مؤسسة تجارية بحي الروضة في الرياض. وفي (1425/8/1ه) صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية "بأن أحد المقيمين من حملة الجنسية البريطانية قد تعرض لإطلاق نار داخل موقف السيارات تابع لأحد المؤسسات التجارية شرقي مدينة الرياض، وقد أدى ذلك إلى مقتله.. وفي (1425/8/12ه) تم اغتيال أحد المقيمين من حملة الجنسية الفرنسية. وفي (1425/10/23ه) وقع حادث اعتداء على القنصلية الأمريكية بجدة نتج عن الحادثة خمس إصابات. وفي (1425/11/16ه) تمكنت فرقة من دوريات الأمن من رصد اثنين من المطلوبين أمنياً ممن ينتمون إلى الفئة الضالة داخل إحدى الطرق الرئيسية بمدينة الرياض، وهم يستقلون سيارة من نوع "هايكلس غمارتين" حيث حاولا الفرار باتجاه أحد الأحياء الشعبية وسط الرياض، وتمت مطاردتهما من قبل قوات الأمن، وتبادل إطلاق النار معهما، وقد نتج عن المطاردة مقتل أحد المقيمين ممن يحمل الجنسية اليمنية كما اشتعل حريق في أحد محلات البنشر. وفي (1425/11/17ه) وقع اعتداءان إرهابيان فاشلان بسيارتين مفخختين استهدفا مبنى وزارة الداخلية بالمعذر ومركز تجنيد قوات الطوارئ شرقي الرياض ونتج عن الحادثة إصابة 93من المواطنين والمقيمين.. الذين تصادف مرورهم وقت وقوع الاعتداءين. وكان سمو وزير الداخلية في كلمته لدى ترؤسه الجلسة العامة الأولى للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته الرياض في العام 1425ه قد أكد أن ما شهدته المملكة خلال عامين فقط بلغ (22) حادثاً إجرامياً ما بين تفجير واعتداء واختطاف نتج عنها مقتل (90) شخصاً ما بين مواطن ومقيم وإصابة (507) بينما استشهد (39) رجل أمن وأصيب (213)، وقتل خلالها (92) من الفئة الضالة وأصيب (17) منهم. وقدر سموه الخسائر المادية في الممتلكات والمنشآت نتيجة ذلك ب (مليار) ريال، كما كشف عن إحباط أجهزة الأمن ل(52) عملية إرهابية.