كتب ادوارد أيوب، عضو مجموعة فيدرال ريلاشنز التابعة لبارنز وثورنبرغ، مقالاً نشرته صحيفة واشنطن تايمز تحت عنوان "مشاعر معادية للعرب"، استهله بقوله إنه تخوف من أن يتسبب الاسم الأوسط لمرشح الرئاسة الديمقراطي في المزيد من مشاعر التعصب المعادي للعرب خلال الحملة الانتخابية بشكل غير مسبوق. إذ تخيل أن الجمهوريين سيستخدمون الخوف والجهل في استغلال اسم "حسين" الذي يتوسط اسم المرشح الديمقراطي لصالحهم الخاص، في الوقت الذي سيبذل فيه الديمقراطيون قصارى جهدهم لإبعاد شبهة صلة مرشحهم بالعرب أو القضية العربية. ويوضح الكاتب أنه كان محقاً في ظنونه بعدما بدأت المؤتمرات الانتخابية الجمهورية في التركيز على اسم "باراك حسين أوباما" وشهدت تصريح سيدة لماكين في مينوسوتا بأنها لا تثق في أوباما لأنه "عربي،" وكذلك حملة البريد الإلكتروني التي تزعم أن أوباما مسلم بالرغم من كونه مسيحياً. أما حملة أوباما فقد أبعدت النساء العرب والمسلمات المحجبات من نطاق كاميرات التصوير، كما قامت بفصل الأمريكيين العرب العاملين بالحملة دون إبداء أسباب. كل تلك المواقف أغضبت العرب الأمريكيين، ولكن ما زاد من هذا الغضب هو كيف قبلت وسائل الإعلام والمؤسسة السياسية والمرشحين كل هذا التعصب والعنصرية ضد العرب؟ لقد صحح ماكين للسيدة في مؤتمره الانتخابي بمينوسوتا بقوله إن أوباما "رب أسرة محترم" كما لو كان ذلك ينفي عنه كونه عربياً، وكما لو كان الاحترام والقيم الأسرية لا تتفق وكون المرء عربياً. وهنا يطرح الكاتب السؤال: من يستحق اللوم أكثر؟ السيدة العجوز التي لا تعرف شيئاً عن العرب، أم السياسي المحنك الذي يريد أن يصبح رئيساً وقال "بقصد أو عن غير قصد" إن العربي لا يمكن أن يكون رب أسرة محترم؟ أيهما أكثر عنصرية: قول السيدة العجوز أم الإعلام الذي أثنى على رد ماكين ولكنه لم يدين فكرة الإساءة للعرب من تعليق المرأة أو رد ماكين عليها؟. ويوضح الكاتب أن سبب غضبه هو أن رد ماكين كان سيختلف إذا قالت السيدة أنها لا تثق بأوباما لأنه أسود أو لأنه يهودي، بل إن الإعلام نفسه لم يكن ليصمت، وكان سيصف ماكين بالعنصرية والتعصب إذا جاء رده بمثل هذا الخفوت. لقد اتهم الإعلام بيل كلينتون بالعنصرية حينما انتقد أوباما في الانتخابات التمهيدية رغم أنه قضى حياته في الدفاع عن حقوق السود، كما اتُهم أوباما بمعادة حقوق النساء حينما قال "يمكن وضع أحمر الشفاه على خنزير ولكنه سيظل خنزيراً". ولكن الإعلام نفسه لم ينبس ببنت شفه حينما صرح المرشحون أو مؤيدوهم بأية أقوال عنصرية معادية للعرب. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إن الجمهوريين يصرون على إستخدام اسم "باراك حسين أوباما"، وعلى التلميح بأنه عربي أو مسلم لأنه أسلوب ناجح في زعزعة الناخبين في ظل تأكيد الإعلام والحملتين الانتخابيتين أن معاداة العرب والإسلام هي العنصرية والتعصب اللذان يتقبلهما الجميع. (خدمة ACT)