يدخل سوق الأسهم اليوم بداية تعاملات الاسبوع الثاني من زلزال العالم الاقتصادي وسط ترقب كبير بعد صدور قرارات المجلس الاقتصادي الأعلى لمتابعة القيود الموضوعة على توفير السيولة للبنوك بمزيد من التخفيض في نسبة الاحتياطي وخفض تكاليف التمويل اذا اقتضت الحاجة والاستمرار في ضمان الودائع المصرفية وكذلك الدعوة لتنسيق المواقف بين وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي. وقد سيطر الرعب على نفسيات المتداولين والمتعاملين مع سوق المال خلال عطلة نهاية الاسبوع وسط تردد معلومات يتم تناقلها بينهم ان مؤشر السوق السعودي في طريقه إلى مستويات 4800نقطة، خاصة بعد ان اغلقت غالبية الأسواق العربية والعالمية على انخفاضات حادة في تجاوب مع إغلاق (وول ستريت) الاربعاء والذي كان الأكثر سوءا منذ حوالي ربع قرن ..ولم يكن خبراء الاقتصاد ولا كبار المضاربين في السوق بأقل تشاؤما من المتداولين، حيث اجمعوا على ان السوق يعيش حالة انهيار، لاتنفع معها المسكنات ولا انصاف الحلول مطالبين بتدخل قوي وفوري يخفف على الاقل من سرعة وتزايد الانحدار .. وعبر اتصال هاتفي قال محمد بن معيض القحطاني أحد كبار المضاربين في السوق ان الأمر يعتمد على توجهات الصناديق الاستثمارية التي دخلت للسوق في اواخر الاسبوع الماضي فإن قامت بالتسابق على عروض البيع في شركة سابك والشركات القيادية الأخرى فإننا سوف نشهد هبوطا للمؤشر إلى حدود مستوى 5500نقطة، وان لم يمارسوا ذلك فقد يتماسك السوق في انتظار تطورات الأزمة العالمية، وبسؤاله عن تردد وتحديد مستوى 4800نقطة وماحولها بين المتداولين قال القحطاني : انحدار المؤشر تحت مستويات 5000نقطة يبدو انه صعب، لكن النفوس يملؤها الخوف، والاخبار التي تتوالى غير مطمئنة من الأسواق العالمية . ومن جهته يرى الدكتور ابراهيم الناصر ان الوصول إلى هذه المنطقة فيما لوحدث يعتبر مدمرا ومجرد الوصول اليها بوابة سريعة للانزلاق إلى مادونها، معتبرا ان البنوك هي سبب المشكلة التي نعاني منها لتفضيلها الاستثمار خارجيا على إقراض المواطنين الراغبين في الاستثمار ووضع المزيد من التعقيدات في طريقهم، واضاف الناصر انه لايعتقد بوصول المؤشر إلى هذه النقطة المتدنية (4800) متوقعاً ان ماسوف يحدث هو مشابه لسيناريو 1989/88م، حين عادت بعض الرساميل السعودية للاستثمار في الداخل وانه يتوقع دخول هذه الاموال عند مشارفة المؤشر واقترابه من حدود 5000نقطة . وقال الدكتور عبدالله بن ناصر الفوزان : السوق في حالة انهيار وكل شيء يمكن ان يحدث اذا استمرت العوامل الدولية السيئة وتداعياتها ولم يتم دعم السوق وإيقاف انهياره بتدخل ودعم قوي من الاجهزة القادرة على ذلك، وعن كون الدعم لو تم سيوقف الانهيار في السوق مع استمرار الأزمة العالمية قال ينبغي ان يستمد السوق مقوماته من الداخل وعلى الاقل سوف يعود للتحرك بشكل واع، وبنسب انخفاض معقولة كما في سوق الكويت للاوراق المالية في نطاق 1% او 2% وحدودها، انخفاض اقل من انهيارات الأسواق التي تعاني من الأزمة الفعلية، بمعنى ان يكون هبوط سوقنا متناسبا مع درجة تأثرنا من الأزمة وليس كما يحدث حاليا ان نكون اسوأ من الأسواق الواقعة في المحرقة . اما المتخصص في الاستثمار والعقارات سليمان بن صالح العمري فيقول : ان الوضع محير وغريب حيث انعكاس ازمة الاقتصاد الأمريكي علينا اكبر من ارتباطنا به بكثير، ودرجة تأثر سوقنا فاقت بمراحل مايحدث في الأسواق الامريكية وبعض اسواق اوروبا وان مما عزز ذلك قيام البنوك بتسييل محافظ عملائها من اصحاب التسهيلات الائتمانية حيث ان السوق كان في حالة هبوط قبل انفجار الأزمة ثم تهاوى في الأيام الأولى بعد الاجازة بالنسب القصوى وهي حدود اكثر من كافية لتمارس المصارف تفريغ المحافظ وكان يفترض ان تمنع مؤسسة النقد ذلك قبل افتتاح السوق وان يتم اعلان ذلك على الملأ ليعطي شيئا من الطمأنينة وبما ان ذلك لم يحدث، وحتى لو حدث الان ففاعليته مشكوك فيها فإن المطلوب حاليا تدخل كامل من صناديق الدولة الاستثمارية بكافة فئاتها بالشراء الاستثماري في السوق إلى ان تهدأ السوق وتعود الثقة اليها لاسيما انها حاليا شبه مفقودة ان لم تكن معدومة تماما .. واضاف العمري عن المستويات المنخفضة التي يتم تداول الحديث بالوصول اليها ان الرعب هو سيد الموقف ولم يعد السوق في حالة تسمح بالاستقراء او التحليل بل انه اصبح خارج نطاق او مفهوم اي تحليل سواء كان فنيا او أساسيا او غيرهما . واعتبر العمري ان مايحدث في السوق حاليا يمكن ان يفسر بأنه اعادة بناء لسوق هش لكن على حساب صغارالمتداولين والبسطاء والذين كان يجب ان تتدخل الجهات المعنية لحمايتهم بتشديد الرقابة وتنظيم عملية اداء الصناديق الاستثمارية ليتم تحولهم اليها لكن ماحدث للأسف انهم تركوا في مهب الريح، والصناديق اسندت ادارتها إلى من عملوا لصالح بنوكهم فقط دون اية اعتبار للاسباب التي وجدوا من اجلها ولذلك فر المتداولون والمستثمرون الافراد من التعامل معهم بعد ان تحققت لهم خسائر اكبر من مستوى خسارة المؤشر .. وقال ثامر المريبض ان الكل اصبح متخوفا لاسيما ان سابك وهي قائدة السوق وكذلك الشركات البتروكيماوية مستقبل سوق مبيعاتها مهدد من شبح الكساد الذي بدأت مفردته تتردد على مدار الساعة في امريكا والغرب، الخوف من الكساد او التباطؤ يجعل السيولة شحيحة او بالاحرى يفكر اصحابها الف مرة قبل الاقدام على الدخول في السوق في مثل هذه الاوضاع، لا استطيع تأكيد او نفي وصول السوق إلى مستويات الخمسة آلاف او مناوشتها، واذا كنتم تقولون ان مكررات الربحية منخفضة في السوق فهي فقط بالنسبة إلى مامضى لكن ومع استثمار الفرص البديلة في الأسواق الأخرى وسرعة دخول الأسواق فإن إلى جانبنا مكررات ربحية لربما تكون اقل مما لدينا، في ظني اذا استمرت الضبابية في السوق العالمي فالسيولة سوف تنتظر إلى اسعار اكثر اغراء من الوقت الحالي واضاف المريبض بالطبع يمكن الايكون ذلك فيما لو تم ايجاد حلول سريعة وجذرية لأساس المشكلة الامريكية التي تتشابك معها كل اقتصاديات العالم، وذلك سيحافظ على اسعار نفط متوازنة تؤثر على عمل اسواق منطقتنا، اما اذا استمرت التداعيات كما نرى حاليا فسيكون هناك تغيرات كبيرة في سوق المال لدينا في ربحية الشركات وعوائدها، الامر الذي سيعيد ترتيب مواقعها بشكل او بآخر وقدرتها على التحكم في السوق، لاسيما ان النتائج الاكثر اهمية لن تتضح قبيل نهاية العام وبداية العام المقبل وعندها تصبح الأمور اكثر وضوحا، اما حاليا فنحن في منطقة كبيرة من الحيرة، والجاهزية للتأثر بأية عوامل مهما كانت وهو مايجعل السوق فاقدة للتوازن خاصة مع سيطرة الهلع والذعر لدى قطاع كبير من صغار المتداولين، جراء تركيزهم المبالغ فيه على متابعة الأسواق الغربيةوالامريكية والتصرف في محافظهم من هذا المنطلق، ولعلهم معذورون في ذلك خاصة عندما استمر صمت الجهات المسؤولة في الفترة الأولى .وحاليا استطيع القول ان مما يمكن ان يخفف فقط من حدة ازمة السوق هو ان تتم تدخلات عملية معلنة واضحة وليست مسكنات، يزول مفعولها مع اول خبر تطيره شاشات التلفزة، ووسائل الاتصال .