@ هل تعرف نسبة السعوديين المعارضين لوجود العمالة الآسيوية!؟ @ وهل تعرف نسبة السعوديين المؤيدين أو المعارضين لقيادة المرأة للسيارة؟ @ وهل تعرف عدد السعوديين الموجودين تحت حد الفقر أو المتضررين من انهيار البورصات العالمية؟ @ وهل تعرف (أو تعرف من يعرف) كيف يفكر طلاب المتوسط أو الثانوي ممن سيتولون زمام الأمور مستقبلا!؟ ... بالتأكيد لا أحد يعرف... لا أنا.. ولا أنت.. ولا أحد من المسؤولين.. لأننا ببساطة لا نملك ثقافة استطلاع الرأي ولا نملك آليات فعل ذلك بطريقة فعالة وموثوقة. وفي المقابل نلاحظ كثرة المؤسسات المعنية باستطلاع الرأي في الدول الصناعية وتحولها إلى آلية لا غنى عنها لتقييم الوضع وتعديل المسار وتوجيه السياسات ورسم المستقبل! وان كان يعيب الدول الناميه غياب هذا النوع من المؤسسات نجد أنها - في الدول الغربية - تنوعت وتشعبت وأصبحت أكثر من الهم على القلب (لدرجة توفر احصائيات موثقة عن عشاق الياسمين في كل مدينة، ومتوسط المشخرين فى كل حي، ونسبة من يدعون مقابلة مخلوقات فضائية متقدمة.)! غير أننا نجد بالتوازي استطلاعات مفيدة - ومشاريع رصد سنوية ودورية - أتمنى رؤية مثيلها في الوطن العربي.. فهناك مثلا "الراصد السنوي لتوجهات الامريكيين" و"استطلاع الأسرة والطفل" و"تقرير بوبيكرن للقضايا الاجتماعية" و"رؤية الشباب الياباني للمستقبل" و"الدليل السنوي للقضايا الفرنسية" ناهيك عن الاحصائيات والدراسات الدورية التى تصدر من صحف ومجلات رصينة مثل "النيويورك تايمز" و"فوربس" و"التايم"...! .. من النقاط التى جاءت مثلا فى التقرير الاول (الراصد السنوي لتوجهات الامريكيين) نكتشف أن: @ عدد الامريكيين الذين يؤيدون تنفيذ حكم الاعدام على القتلة ارتفع من 63% قبل عقد الى 74% حاليا. @ وأن 76% منهم يعتقدون أن الاوضاع الاقتصادية تفاقمت نحو الاسوأ مقارنة مع 59% عام 1980. @ كما ارتفعت نسبة الامريكيين الذين يعتقدون ان بلادهم ستفقد ريادتها الاقتصادية لصالح الصين واليابان... @ كما تدنت ثقة الامريكيين بحكومتهم حتى وصلت إلى 11% رغم أن 84% منهم يفخرون بجنسيتهم الامريكية. @ وقبل عقدين كان لدى60% من الامريكيين ثقه عمياء بالاطباء ولكن النسبة انحدرت الآن الى 40% فقط. @ كما انخفضت نسبة الثقة بالمؤسسات المصرفية حتى وصلت الى 18% مقارنة مع 32% عام .. 1975. @ وأخيرا؛ أرتفعت نسبة الثقة بالمؤسسات العسكرية حتى وصلت الى 48% بينما كانت لا تزيد عن 34% بعد حرب فيتنام!! ... مثل هذه الاستطلاعات تعمل في أي مجتمع (كعلامات طريق) ترشد السياسيين والاقتصاديين وتلفت نظر المسؤولين للصالح العام والرأي السائد والشأن المُلح.. وفي المقابل يؤدي فقدها إلى انتشار العشوائية وازدهار التخمينات وسيطرة النظرات الفردية على القضايا الإجتماعية والفرق بين الطريقتين يمثله قوله تعالى (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم)! ... ما أتمناه فعليا هو ظهور مؤسسات سعودية متخصصة باستطلاع الهم العام ورصد الشأن المحلي ومعرفة آراء الناس في القضايا الداخلية والخارجية.. ولا بأس من ظهورها كبداية تحت مظلة الحكومة -في ظل غياب المؤسسات المتخصصة) الأمر الذي من شأنه مساعدة الحكومة نفسها على معرفة هموم المواطنين وتوجهاتهم العامة وسلم الأولويات في حياتهم الخاصة!! ...أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم!؟