بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله وبحضور حشد كبير من الكتاب والأدباء والشعراء والمثقفين والمهتمين أقامت وزارة الثقافة السورية مؤخرا حفل تأبين للشاعر العربي الكبير محمود درويش في مكتبة الأسد الوطنية، وألقى وزير الثقافة السوري د. رياض نعسان آغا كلمة جاء فيها: أن محمود درويش غنى للحياة وملأها موسيقى وألحاناً من جوف الأسى، وكان صوتا ينسل من وراء الحصار وهو حالة فريدة ظهر شعره تحت الحصار المرير والاحتلال وأضاف بان درويش لا يحمل إلا تلك الحروف وقصائد تعبر عن الأمة التي كان سفيرا لها في مختلف المحافل الدولية، وختم بان لا عزاء لفقدان الأدباء والمبدعين لأن الأمم تنتظر سنين أو قروناً حتى تنجبهم.. العزاء أننا أمة تقدس الشعر وأن محمود درويش استقر في أرض فلسطين والعابرون سيرحلون. أما الشاعر سليمان العيسى الذي حضر خصيصا للمشاركة فقال إن الشاعر محمود درويش صوت فلسطين المدوي لم يرحل وإنما بدأ الحياة، وتابع مازجا النثر بالشعر ليرسل بعدها قصيدة خاصة للراحل سماها "الفلسطيني الطائر" حيث تناول فيها حكاية ومأساة الشعب الفلسطيني (شاء له البغي والعدوان ألا يستقر في مكان في الغرب يزرعونك.. في الشرق يزرعونك.. في العتمات السود..في الضباب.. في رجفة الحراب.. تود لو تمحوك من ذاكرة التراب.. ومن رؤاهم تنطلق الاحداب.. يا سيد الشقاء والمحن.) مخاطباً درويش (أيها المذرور في ضميرنا وفي ضمير الأرض.. باللهب..).ثم ألقيت كلمات وقصائد لكل من: الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد و الشاعر شوقي بغدادي والشاعر احمد دحبور والشاعر خالد أبو خالد والدكتور عبد الكريم حسن كلمات وقصائد تحدثت عن تاريخ و محطات حياة الشاعر الراحل محمود درويش الذي ظل يقاوم بوجدانه أكثر من خمسين عاما حتى أصبح منبرا عربيا وعالميا، الفضائية السورية شاركت في التأبين من خلال إنتاج فيلم وثائقي تم عرضه في الافتتاح عن رحلة التعب الجميل للشاعر محمود درويش، كما وزعت وزارة الثقافة كتابا بعنوان: (محمود درويش سجل أنا عربي) تقديم وزير الثقافة رياض نعسان آغا وإعداد وتوثيق الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة.