يقول احمد سبحان من كان أول علا في السماء قيومها وسلامها باسمه ابدى كل امري تبركاً وحفظاً له لا يعتريه جذامها وثنيت قبل النظم لله حامداً مصل على المبعوث احمد مقامها والآل والصحب الخيار أولى النهى ومن جاء بالاحسان ينقذ اكرامها ساداتنا نصاب سنة نبينا حفاظها محققين اعلامها عليهم سلام عنبري مضاعف بحور العلوم وبدور تمامها وثلثت بالشكر الجميل فإنه للنعم جلاباً وقيد انهزامها وأسأل مولاي المعافاة ضارعاً باسمائه الحسنى لنفسي دوامها يجنبني كل المهالك والردى والسبل يسلك بي سوي قدامها رعى الله لي بالوشم دار سكنتها وحماها من الاسوى وصاب غمامها وخص واديها بفيض سحابه كأن هدير الفحل يشبه رزامها تملا جفرتها وتروي نخيلها وتسقي مرعى وهدها واكامها مرات لعل الله يسقي طلوعها نشأت بها عشي كميت أمامها ويا ايها الراكب من العيس حره منسوبة سامت وطال سنامها فتىً يشابه فوق عوج ضلوعها الف اقيمت فوق عطفة لامها من ربع مرات هديت إلى الحسا انخ في مبرزها فأنت غلامها سلم على حلو القريض وقل يا شيخنا أحذر لا تكن بلعامها ترا ابن سينا عنه ما اغنى ذكاؤه اعلم فخيراً منه جهل فدامها ومعارض نصوص المصطفى بنصوصه يود محيصاً حين ينجوا طغامها وللحق فاتبع واعص النفس والهوى ودنياك لا تشرب حميا مدامها فتندم ولكن كن لنفسك لاحياً على غلطات واضح لي سقامها بينت روحك كما قد قيل في مثل خالف لتعرف يا عذيق كهامها ولسانك لا يفرسك ان كنت عاقلاً فانه اضرى من سباع اجامها نسب الشاعر وعصره: هو الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن راشد بن علي بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن دعيج الكثيري نسباً المرائي بفتح الميم بلداً الحنبلي مذهباً هكذا نسب نفسه بخط يده وترجم له الشيخ عبد الله البسام في خزانة التواريخ النجدية وذكر انه ولد في بلدة مرات عام 1190ه فنشأ في بلده وأخذ العلم عن بعض علماء نجد ممن عاصرهم وكان وقت طلبه هذا هو الوقت الذي انتشرت فيه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ربوع نجد ولما قتل قاضي مرات الشيخ إبراهيم بن حمد بن مشرف عام 1232ه عينه جماعته أهل مرات قاضياً وعندما جاء الإمام تركي بن عبد الله والإمام فيصل أبقياه على عمله حتى توفي عام 1268ه دراسة النص: تتجاوز أبيات القصيدة ثمانين بيتاً اجتزأنا من مقدمتها هذه الأبيات وتظهر على أبياتها مسحة فصاحة نتيجة أن الشاعر أخذ نصيبا من العلم، ويدل تقديم الشاعر للنص أن هناك شاعراً قد بعث له بقصيدة فجاءت قصيدة ابن دعيج رداً عليه، ويظهر من قصيدة ابن دعيج أن هذا الشاعر من طلبة العلم في الأحساء من أهل المبرز. ولم أجد من أشار إلى هذا الشاعر وقد جاء في تقديم ابن دعيج للقصيدة كما هو مبين في صورة المخطوط بيده "بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الدر الثمين في عقيدة الموحدين .. وسبب تأليفه ورد علي جوابا من بعض الإخوان سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف يريد أن أعرض عليه ما نحن عليه من الاعتقادات في دين الإسلام وأخبار الصفات فأعرضت عن جوابه كأن لم اسمع فثنا القول علي بأبيات ورجع فأجبته ولله الحمد بما تسمع ولست من أهل ذلك المرام لكن رب رمية من غير رام..." وقد بدأ ابن دعيج قصيدته وكأنه في خطبة دينية ثم ذكر بلده مرات ودعا لها بالسقيا ثم انتقل إلى مخاطبة المنجوب الذي يحمل رسالته بأن يتجه للاحساء ويبلغ ذلك الشاعر السلام والتحذير من هوى النفس وأن يتبع الحق ولا تكون مخالفته وسيلة لشهرته كما قيل في الأمثال خالف تعرف فاللسان هو سبب الهلاك ،وبعد هذه النصائح يأخذ منحى شعر عقدي غير مسبوق فيه حيث لخص عقيدة أهل السنة والجماعة في الأيمان بالله وفي إثبات الأسماء والصفات لله عز وجل من غير تأويل او تكييف او تمثيل او تشبيه كقوله: والله أكبر ان تجد صفات أو ان تقاس على صفات اجسامها أو أن تكيف ذاته بخواطر وهواجس ولو ذكت أفهامها والأصل أن الله ليس كمثله شيء تعالى عن جميع أوهامها ثم يسترسل في تفصيل ذلك وقبل ان يختتم قصيدته بتأكيد اسمه وطلب العفو والمغفرة من الله عز وجل نجده يشير إلى أن اعتقاده هو اعتقاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبذلك يقول: فهذا اعتقاد الشيخ غاية مذهبي نعم بالمعاني في العلوم امامها