سؤال أبديّ الترديد لكل الأمهات اللاتي أنجبن مولودهن الاول (ماذا يريد مني طفلي؟ وما هي أفضل الطرق لمساعدته على زيادة ثقته بنفسه وعلى فهم ذاته)، وبتكرر السؤال يتكرر الجواب!! @@@ فثقة الانسان بنفسه إنما هي نتاج تراكمي لما يتعلمه الطفل خلال مراحل نموه الأولى، وتبدأ منذ أن يسمى المولود باسم مناسب (كأبسط حق للطفل على ابويه)، كما أنه يفترض من الابوين أن يتقبلا طفليهما كما هو عليه، وليس كما كانا هما يتمنيانه سواء أكان ذلك في نوع المولود ذكرا كان او انثى ،أو كونه لم يولد سليما في بدنه، او كان قليل الذكاء، أو انه ذو خلق ضيق ومزاج عكر او كان عصبياً!!، فالطفل دائما في حاجة الى قبول الآخرين له، وحبهم واهتمامهم به، خاصة ابويه واهله المقربين له، ويظهر هذا في تقديرك له وعدم التقليل من شأن ما يحبه كلعبته مثلاً.. @@@ وأثناء تعليم الطفل وتدريبه لا تجعل (أخطاءه وعثراته) نقطة تثير غضبك وبالتالي يستحق عقابك، أو أنك تضايقه بكثرة الملاحظات، فقد يسبب له هذا فقدان ثقته بنفسه، لأنه سيفهم من ذلك بأن كل ما يقوم به لا يعجبك اولا يرضيك ابدا.. @@@ فتدريبه على الصواب والصبر على الهنات وتشجيعه على تكرار المحاولة، يعوّده على الصمود والإصرار... وإذا نجح في أداء اي مهمة فإن التشجيع يقوي ثقة الطفل بنفسه ويحمسه للقيام بأعمال أكبر وأكثر إبهاراً لك، ومن المهم هنا أن تجعله أيضاً هو ينبهر بها ويشعر بقيمة عمله، حتى يزيد مفهومه لذاته. . ولكن هذا لا يعني أن الطفل دائماً يرى فقط نفسه وينسى ان يضع اعتباراً للآخرين.. فتعليم الطفل الفرق بين التعبيرين "أنا، وأنت" يجعل علاقاته مع الآخرين واضحة ومتزنة وهذا ايضا يزيد ثقته بنفسه... @@@ ومن الخطأ ان تتوقع من طفلك الاستقامة والتعقل وعدم وجود أخطاء، فهو كما تعلم لم يولد ملاكاً، بل هو بشر كأبويه، يقع في الأخطاء ليتعلم منها الصواب، فانت إن بالغت في الانصدام بأخطائه فستعكس ذلك سلبياً عليه ويصبح عنده مشكلة جلد الذات بسياط اللوم والندم.. مما يجعله إنساناً متردداً يخاف من اتخاذ القرارات وإن كانت تخصه. أو عدم الإقدام على إعطاء رأيه خوفاً من المسؤولية. @@@ وأخيراً يجب أن يعلم الطفل و يفهم اننا عندما ننتقده لسلوك خاطئ قد اقترفه، فاننا إنما ننتقد ذلك السلوك الخاطئ الذي قام به، ولسنا ننقد ذاته، لتزيد ثقته بنفسه ويعلم أن هناك مجالاً للإصلاح وتحسين تصرفه في المرة القادمة، وليصبح لديه ميزان ثابت يزن به تصرفاته وسلوكياته في المستقبل. وعلى دروب الخير نلتقي!