انتشرت منذ فترة وخاصة في وسط الشباب استخدام السيجارة الالكترونية كنوع من التدخين ، وتداول الكثير من الشباب معلومات صحية عن استخدامها بأنها أكثر صحية بناء على معلومات صادرة من مسوقي هذا النوع من التدخين ، إلا وفي بيان ومعلومات جديدة تأكد ضرر هذه السيجارة وأنها على عكس ما كان يسوق لها في الإعلانات التجارية وخاصة أنه يكتب عليها آمنة الاستخدام ومعتمدة من منظمة الصحة العالمية . ففي تصريح صحفي أكد الدكتور علاء العلوان المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الأمراض غير السارية والصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية، "إنّ السيجارة الإلكترونية من المعالجات التي لم تثبت نجاحها في الاستعاضة عن النيكوتين. ولا تمتلك المنظمة أيّة بيّنات علمية لتأكيد مأمونية هذا المنتج ونجاحه. لذا ينبغي للجهات التي تسوّقه التعجيل بحذف أيّ تلميح من مواقعها الإلكترونية وسائر موادها الإعلامية بأنّ منظمة الصحة العالمية تعتبره من الوسائل المأمونة والمناسبة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين." علماً أنّ السيجارة الإلكترونية النموذجية مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصّدأ ولها حجرة لتخزين النيكوتين السائل بتركيزات مختلفة وتشتغل ببطارية يمكن إعادة شحنها ولها شكل يشبه شكل السيجارة الحقيقية. ويمكن لمستخدميها تدخينها كسيجارة حقيقية دون إيقادها، كما أنّها لا تصدر أيّ دخان، بل تصدر بخاراً مائياً تمتصه الرئتان. وحسب بيان المنظمة أنّ السيجارة الإلكترونية استُحدثت في الصين وهي تُباع هناك وفي العديد من البلدان الأخرى. وأضافت منظمة الصحة العالمية أن الجهات المسوّقة للسيجارة الإلكترونية تصف هذا المنتج عادة بأنّه وسيلة لمساعدة المدخنين على التخلّص من اعتمادهم على التبغ بل أنّ بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك للتلميح بأنّ منظمة الصحة العالمية تعتبرها معالجة مُبرّرة للاستعاضة عن النيكوتين مثل العلكة أو الأقراص أو اللصقات النيكوتينية. غير أنّ منظمة الصحة العالمية تدرك أنّ ادّعاء تلك الجهات بأنّ السيجارة الإلكترونية تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين لا يرتكز على أيّة بيّنات علمية. وبالفعل لم ترد إلى المنظمة أيّة معلومات تفيد بأنّ دراسات دقيقة أُجريت وأُخضعت لمراجعة جماعية وأظهرت أنّ السيجارة الإلكترونية من المعالجات المأمونة والناجعة للاستعاضة عن النيكوتين. ومنظمة الصحة العالمية لا تستبعد احتمال إسهام السيجارة الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين. فالسبيل الوحيد للتأكّد من ذلك هو اختبارها. كما أكد في التصريح ذاته السيد دوغلاس بيتشير القائم بأعمال مدير مبادرة التحرّر من التبغ التي ترعاها منظمة الصحة العالمية "إذا أرادت الجهات المسوّقة للسيجارة الإلكترونية مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين فلا بدّ لها من إجراء الدراسات السريرية وتحاليل السميّة اللازمة والقيام بذلك ضمن الإطار التنظيمي المناسب وفي انتظار ذلك لا يمكن لمنظمة الصحة العالمية اعتبار تلك السيجارة من المعالجات الملائمة للاستعاضة عن النيكوتين ولا يمكنها من دون شكّ القبول بالادّعاءات الكاذبة التي تشير إلى أنّها وافقت على هذا المنتج وأيّدته. والمنظمة لا تبدي موافقتها وتأييدها إلاّ بشأن معالجات الاستعاضة عن النيكوتين التي ثبتت مأمونيتها ونجاحها." ومن المقرّر أن يتناول فريق الدراسة المعني بتنظيم منتجات التبغ مسألة السيجارة الإلكترونية من ضمن مواضيع أخرى في دوربان بجنوب أفريقيا في الفترة بين 12و 14تشرين الثاني - نوفمبر 2008، وتتمثّل مهمة هذا الفريق الذي تم تشكيله بناء على طلب المديرة العامة للمنظمة الدكتورة مارغريت تشان في إسداء المشورة إلى المديرة العامة بشأن التوصيات السليمة علمياً والمسندة بالبيّنات التي يتعيّن تقديمها إلى الدول الأعضاء حول تنظيم منتجات التبغ.