فاصلة: "ينبغي معالجة الظروف ،لا الخضوع لها" - حكمة لاتينية - * هذا يوم طويل من أيام الغربة مثقل بالمسؤوليات ،لا يشبه أيام بلادي. ما زالت قائمة اسماء حضانات الأطفال لدي طويلة لأن النظام في بريطانيا يضمن لكل طفل فوق الرابعة مقعداً في المدارس الحكومية لكن ما دون الرابعة "مثل صغيرتي" يندر ان يتاح أي مقعد. في هذه الحالة ليس امامي أو أي مبتعثة سوى إحضار خادمتها من بلادها وهناك شرط صعب لدى السفارة البريطانية حيث تشترط ان تكون الخادمة في منزل الكفيل وعلى كفالته سنة كاملة حتى تستطيع دخول بريطانيا او الاستعانة بمربية اوروبية تتقاضى 800جنيه في الشهر اما الجالية الصومالية أو الحبشية فتتقاضى على ساعة العمل 8جنيهات ويمكن ان يصل اجرها إلى 1200جنيه شهريا. الحل الذي يلجأ اليه معظم المبتعثين هو وضع الأطفال الصغار في الحضانات الخاصة لكن الطفل يكلف 600أو 700جنيه استرليني في الشهر!! هذا مع العلم ان مكافأة المبتعث وزوجته هي 1471.68جنيهاً استرلينياً وكل طفل له مكافأة 232جنيهاً استرلينياً. أما تكاليف المعيشة فعديدة حيث ايجار المنزل العائلي يكلف من 800-1000جنيه استرليني وهناك رسوم الهاتف والكهرباء والماء والغاز وضريبة التلفزيون ورخصة الطرق وتامين السيارة والبنزين أو المواصلات. ارتفاع أسعار الحضانات دفع بعض المبتعثين إلى ترك أطفالهم في بلادهم أو وضع أطفالهم لدى سيدات عربيات في منازلهم غير مرخصات قانونياً لتربية الأطفال فقط لان اسعارهن رخيصة . مكافأة المبتعث تغطي علاج أسنانه لكنها لم تلتفت بعد إلى مصاريف تعليم صغاره أو توفير بيئة آمنة لهم ليتفرغ آباؤهم للتحصيل العلمي!!