في شهر الخير رمضان المبارك استشعر الجميع الوطنية بمناسبة اليوم الوطني حيث ازدحمت الطرقات وبات مشوار الضرورة خطراً حيث الطرقات ممتلئة ليس بالعربات والمارة بل وبالراقصين والمبدعين في التعبير عن وطنيتهم عبر اهتزازات الجسد مع إحكام (اللثمة) وهي بالمناسبة من منظور نفسي تأكيد على إقرار هؤلاء الشباب بأن سلوكهم خاطئ او على الاقل لا يشرفهم وأسرهم. الإشكال ليس في الوطنية ولكن في ممارسة الوطنية.. وحين يعتقد البعض ان الوطنية هي الالتحاف باللون الاخضر والرقص في الطرقات فإنه مخطئ.. وحين يعتقد البعض انها ارتداء الاساور والقلائد المتزينة بشعار الوطن فالامر ليس افضل من سابقه.. وحين تعتقد الفتيات ان الوطنية ان يلبسن الاخضر الموشح بالابيض ويتمايلن في الاماكن العامة فإنهم يبخسن الوطن حقه.. وحين تعتقد المدارس للاسف ان اليوم الوطني هو اعطاء الصغيرات الاعلام وترديد الاناشيد الوطنية ثم الخروج من مكان الاحتفال وقد تحول الى مجمع نفايات دون ان تفكر معلمة أو طالبة بتنظيمه فإن الامر لا وطنية فيه. الإشكال ليس في الفرح باليوم الوطني ولكن الإشكال في تحديد مفهوم الوطنية الذي لن ينفع ان يتحول الى يوم واحد في السنة.. أتابع مع غيري كيف تلتهب الاكف حين نسمع باسم الوطن أو يأتي تلميح لأي شيء وطني.. ولكن أيضاً اتابع بألم كيف نمارس الجحود للوطن مع سبق الاصرار والترصد. أعتقد أن الاحتفال باليوم الوطني الهدف منه تجديد الانتماء للوطن وتأكيد العطاء له مع قراءة تاريخ الأجداد وكيف توحدت البلاد بجهود رجال الوطن.. ليس خطأ ان نستثمر في ذلك اليوم وأن يكسب بعضنا المال.. وليس مهما أن يمارس بعضنا علاج مكنونه النفسي بإخراج طاقاته الابداعية في الرقص على البساط الاسود مستهترا بالنظام والارواح بما فيها حياته.. ولكن علينا ان نتعلم ابجديات الاحتفال ولعل امانة مدينة الرياض تقوم بمبادرة أخرى ضمن مبادراتها المتنوعة وتعمل على ابداعات تؤكد شكل الاحتفال باليوم الوطني.. نعم لا نريد ان نغلق ابوابنا علينا حتى تنتهي ساعات الاحتفال ليس رغبة بالخروج ولكن للضرورة احكام نعم هناك مريض يحتاج المستشفى وهناك عمل تحتاج لادائه وهناك قريب تريد ان تطمئن عليه. لا نريد ان تكون افراحنا مصدر رعب للعائلة وأن نمارس الانغلاق على انفسنا لأن الطرق باتت مليئة بالراقصين من ناحية والمشجعات من ناحية أخرى ورافعي الاعلام من كل الاتجاهات. أعلم أن تقنين الاحتفالات ليس من ضمن مسؤوليات الأمانة ولكن عليها تبنّي الامر إن لم يكن من ضمن مبادراتها المقدرة فعلى الاقل من اجل مواطني الرياض الابرياء والذين يرون ان الوطنية سلوك يومي وعطاء لا يقف عند حدود الراية الخضراء بل عند كل المساحة الجغرافية الوطنية حيث العطاء يستمر باستمرار الحياة.