هما في الذاكرة دوماً لقد حفرا لهما لوحة لاتنسى باخلاقهما وتواضعهما وبطيبتهما المتناهيه انهما الفقيدان الراحلان عن عالمنا محمد بن عبدالله السالم (محمد العلي) والدكتور بكر بن فهد الشدي يرحمهما الله شخصان لا يغيبان عن الذاكرة ولكنهما يتجددان ويبرزان اكثر كلما رأينا من اتى بعدهما ولم يستفد من تجاربهما.. اعرفهما قبل ان افكر في ان اكون منتجاً وتجمعني بهما صداقة أخوية وهذا رد على (المحتكر المحتقِر) (بكسر القاف) الذي قال ان دخولي للانتاج كان بهدف التعرف على النجوم!. اعرف محمد العلي ابا عبدالاله رحمه الله منذ ان كان يعمل في الخطوط السعودية وبعدها في شركة غيث فرعون (ردك) وقبل ان يتفرغ لادارة المجموعة السعودية اما بكر فتعودي معرفتي له منذ اليوم الأول لي وله في الجامعة فلقد تزاملنا في كلية الاداب وكنت انا في قسم الاعلام وكان هو في قسم اللغة الانجليزية حتى قبل ان يعرف انه سيصبح ممثلاً. عندما أنتجت أول عمل لي وكان (فيلماً تلفزيونياً) باسم "ابن السوداء مازال حياً" وهو عن تحكم اليهود بالاقتصاد وربطه تاريخياً بقصة عبدالله ابن سبأ كان النص الذي كتبه يحيى بسيوني قد قدم في الأساس كعمل مسرحي في جامعة الامام محمد بن سعود وأسندت الدور العصري الذي لا تتجاوز مدته ربع ساعه للاستاذ محمد العلي وشاركه الأستاذ عبدالاله السناني واخرجه الاستاذ عامر الحمود وصور في بيت الاستاذ محمد الطويان (صديق كل عمل هادف) اما الجزء التاريخي فلقد اخرجه الاستاذ نجدة انزور عندما كا ن مقيماً في الاردن ولعله كان أول تجربة إخراجية له في مجال الدراما ولقوة العمل واهميته وجرأته (لم يعرض على أي قناة تلفزيونية حتى يومنا هذا بما فيها القناة التي أنتجته التلفزيون السعودي) وبعدها في العام 1990شارك الراحل محمد العلي في مسلسل حكايات قصيرة مع معظم النجوم ومنهم الأساتذة عبدالله السدحان وناصر القصبي ويوسف الجراح وعلي إبراهيم وعلي المدفع وقائمة تطول وكنا نصور العمل اثناء غزو الكويت وزيارة الصواريخ الصدامية للرياض وعندما ينطلق الصاروخ كنا نبحث عن خفيف الظل الراحل محمد العلي ليكمل دوره لنجده قد وصل حائل التي لم تكن مستهدفة بصواريخ صدام.. لقد كان عميداً للممثلين وكان محباً للكل ولم تكن الابتسامة تفارق محياه حتى توفاه الله. أما أبا فيصل بكر الشدي فلقد كان العنصر الرئيسي في أي عمل أنتجه فهو يرى انني لا يجب أن أتخطاه وكيف أتخطاه وهو المتمكن فناً وثقافة ووعياً واخلاقاً لقد كان نموذجاً للفنان السعودي الذي يندر العثور على مثلائه في يومنا هذا ولقد كان نموذجاً مشرفاً لنا في الداخل والخارج واراد ان يجمع بين الشهادة العلمية وبين حب التمثيل فأسعده هذا ولكنه أرهقه مادياً لأنه لم يكن يترك أي فرصة الا ويغادر مقر دراسته في لندن ليشارك في أي عمل وقد نال ما اراد وعندما ابتلي بالمرض صبر وكان مبتسماً وسعيداً بأنه سيلاقي ربه ولقد كان همه في المشاركات العربية فنه ودوره ولم يكن محباً لأي اختلاطات او احتفالات خارج حدود مكان التصوير لقد كان جاداً وكان يضرب به المثل في أي عمل عربي يكون فيه بالانضباط والاخلاق لقد كان بكر رجلاً بسيطاً في حياته ومأكله ومشربه وكان لوقوف زوجته أم فيصل بجواره وقفة المرأة الرزينة العاقلة المساندة والمحبة لزوجها دور كبير في إدارة شؤون حياته. رحل عميد الممثلين محمد وعاشق الفن بكر عن عالمنا ولكنهما لم يرحلا من ذاكرتنا رحمهما الله واسكنهما فسيح جنانه وتجاوز عن سيئاتنا وسيئاتهما ونسأل الله لنا ولهما ولكل مسلم الفوز بالجنة وأن لا يحاسبنا لما نحن اهل له.. اللهم آمين.