تجلت خبرة الفنان المعروف عبدالناصر الزاير في إخراج مسرحيته الهادفة (غرفة 13) التي عرضت في مركز سعود البابطين بحي الصحافة ضمن احتفالات عيد أمانة الرياض. حيث لاحظ الجمهور الذي حضر المسرحية في عروضها الثلاثة قدرة المخرج على استغلال محتويات المسرح وتوظيفها لخدمة أغراض المسرحية معبراً عما فيها من مواقف الخوف والرعب بإضاءة وموسيقى متميزة وديكور لافت. المسرحية من بطولة الفنان المعروف إبراهيم جبر والفنان القدير محفوظ المنسف، عبدالرحمن بودي، احمد الماص، فهد إدريس، احمد الحسن وخليفة جبر. ودارت أحداثها حول الغرفة رقم 13وهي إحدى الغرف في فندق يرمم ويسكن فيها "أبو خليفة" صاحب الفندق الذي عانى الجميع من بطشه وظلمه والذي ينتهي به المقام ميتاً وسط هذه الغرفة في جريمة قتل غامضة. لتتحول المسرحية في فصلها الثاني إلى ساحة من الشك والترقب ومن البحث والتحري أبطالها رجال الأمن الذين أظهروا حساً أمنياً عالياً جعلهم قريبين من الكشف عن هوية القاتل الحقيقي. المميز في المسرحية أنها لم تركز على بطل واحد وكان لكل شخصية دورها الهام الذي صنع اللوحة الكاملة لحبكة العمل وترجم أبعادها النفسية والاجتماعية والمادية بشكل واضح وقد عبر الممثلون عن قوة الانسجام في التفاعل مع الحدث. نهاية المسرحية كشفت لجمهور الحاضرين الذين تفاعلوا معها أن جريمة القتل كانت مجرد حلم وكابوس (أبو خليفة) الذي ظهر في الفصل الثاني وهو يتوجه لصلاة الفجر مؤكدا لمن حوله أنه لن يظلمهم بعد الآن وسيمنحهم حقوقهم كاملة. الكثير ممكن تابعوا المسرحية لاحظوا نجاح المخرج في استغلال المؤثرات الصوتية التي أضافت للمسرحية إلى جانب تكامل عناصرها الأخرى نجاحاً متميزاً. والشيء اللافت للنظر أن المخرج استطاع قبل العرض بوقت كاف تنسيق قاعة المسرح التي هي أساسا قاعة محاضرات موظفا المداخل والمخارج الخاصة بالجمهور رغم أن القاعة كانت صغيرة جدا وعمقها ليس بعمق مسرح حقيقي مؤكدا بقدرته توظيف كافة الإمكانات لإنجاح العمل وأحس الجمهور وهو يتابع العمل أنه بالفعل جزء من المسرحية.