حقيقة لا يختلف عليها اثنان هي أن إدارة الوقت ومعرفة كيفية استغلاله حسب الأولويات مهارة يجيدها قليل من الناس وهي من أهم مقومات النجاح والسعادة، وبما انني واحدة من الذين يتمنون لو كان اليوم 48ساعة لكثرة مشاغلي وتعددها، لذلك تشدني أية قصة عن الوقت .. ولقد قرأت مؤخرا قصة جميلة في هذا السياق تقول القصة إن استاذ مادة الفلسفة وقف امام طلابه ووضع زجاجة كبيرة فارغة على الطاولة احتوت على كرات صغيرة ثم سأل الطلبة إن كانت القارورة ممتلئة وكانت إجابتهم بنعم، ثم وضع البروفيسور حمصاً صغيراً في داخل القارورة وبعد أن هز القارورة أخذ الحمص يتدحرج واجدا له مكانا بين الكرات الصغيرة، ومرة أخرى سأل الأستاذ طلابه إن كانت القارورة ممتلئة وأجابوا مرة أخرى نعم ثم وضع في داخل القارورة حفنة من التراب وهز القارورة، وهكذا دخل التراب وملأ الفراغ بين الكرات الصغيرة وحبات الحمص، ومرة أخرى وافق الطلبة على أن القارورة فعلا قد امتلأت، وعندها أخرج الاستاذ كوبين من القهوة وأفرغ ما فيهما في القارورة وهنا ضحك الطلبة من الأستاذ الذي بادرهم بالقول، اريد منكم أن تفهموا ان هذه القارورة تمثل حياتكم والكور الصغيرة تمثل الأهم في حياتكم مثل ممارسة الشعائر الدينية، الأسرة، اطفالكم، صحتكم، أصدقائكم، حبات الحمص تمثل ماهو مهم في حياتكم، العمل، منزلك، سيارتك، والتراب كل شيء آخر في حياتكم يقصد بذلك "الأمور الصغيرة غير المهمة" ثم تابع يقول: انتبهوا لو وضعتم التراب في القارورة أولا لما كان هناك مكان للكرات والتي تمثل الأمور الأهم في حياتكم كذلك لن يكون هناك مكان لحبات الحمص وهي الأمور التي تأتي في المرتبة الثانية ونعتبرها همهمة،، وهذا ينطبق على حياتكم فلو أضعتم كل وقتكم في الأمورالصغيرة فإنكم لن تجدوا وقتا للأمور الأهم لذا اعرفوا الأولويات واهتموا بها، اهتموا بما يجعل حياتكم أكثر سعادة، العبوا مع اطفالكم، خصصوا وقتا لإجراء فحص طبي خذ زوجتك وأسرتك لمطعم وفي النهاية ستجد وقتا لترتيب كتبك وأوراقك. اهتم فقط بالكرات والباقي مجرد تراب. وهنا رفع أحد الطلاب يده سائلا وما حكاية كوبي القهوة؟ قال الأستاذ انا سعيد انك سألت: انها فقط تقول لك انك مهما كنت مشغولا فانه سيكون لديك وقت لتشرب كوب قهوة مع صديق يعز عليك. والحقيقة هدى الله البروفيسور ليته توقف عند كيس التراب لانني سأتورط مع الصديقات في كوبي القهوة.. ولن تكون لي حجة للاعتذار بمشاغلي. ماشي ياعزيزاتي ساعتين فقط لكوبي القهوة في الاسبوع.. آسفة أقصد في الشهر، البرفيسور لم يحدد الزمن وتركه مفتوحا كل حسب ظروفه.. ويمكنكم ان تحضروا معكم اوراقكم وما تريدون انجازه لانني قد أفعل ذلك.