عنوان طويل! أولا: كل عام وأنتم بخير. تذكر أن كثيرا من الأشياء لا تنتظرك بل قد تحزم حقائبها وتبتعد عنك، فانت حين تريد شيئا عليك أن تسعى للحصول عليه، ونحن لا نتحدث عن الأشياء المادية فقط من وظيفة مرموقة وسيارة ومنزل وغير ذلك بل إن القاعدة هذه - في نظري - تنطبق أيضا على الأشياء المعنوية. مثلا؛ الفرح أو السعادة، أنت كشخص لا تحب النكد لكنك محاط بكل مسببات النكد من صعوبة معيشة وزحام ومضايقات في العمل وتفاصيل يومية تصيبك بالقهر و تحاول أن تجد مساحة خاصة تهرب لها وتبتعد عن كل هذه المنغصات، تحرص على أن تجتمع بصديق تبحثان عن ضحكة بين أطراف الحديث، تسعى لأن تشاهد برنامجاً اومسلسلغاً تلفزيونياً يبهجك، تبحث عن الابتسامة على وجه طفلك الصغير الذي لا يعرف عن الدنيا شيئا. أنت بطبعك تبحث عن ما يسعدك وتجد الفرصة حتى تبتسم أو تضحك وتنسى همومك التي أتعبتك وتبحث أيضا عن المناسبات المفرحة من حفلات زفاف وزيارات تهنئة وتجمعات الأصدقاء. ومن خلال هذه المناسبات تخلق جوا يبعث على الفرح، تحاول أن تكسر من خلاله رتابة حياتك اليومية. العيد مثلا قد تستقبله استقبالا استثنائيا فتحرص على الاجتماع إلى الأقارب والأصدقاء والجيران وترمم جسورا تصلك بعلاقات قديمة ووجوه انشغلت عنها، وقد تستقبله بالنوم ومطالعة التلفزيون والتحسر على أيام ماضية عندما كان "العيد" عيدا مختلفا، وتنسى أن العيد لم يتغير بل أنت الذي تغيرت وخنقتك الرتابة و صادقت الملل ولم يبق لك سوى التذمر بكلمات متكررة. افرح، استغل الفرصة وقرر أنك تريد في هذا اليوم أن تبتسم أن تترك كل طباعك المتعبة من قلق وتذمر و"ضيق خلق" وأن تفرح، أن تعيش يوما استثنائيا، أن تجرب شيئا مختلفا، ليس بالضرورة أن تغير المكان ولا أن تسافر عبر الزمن ولا أن تعبر الحدود كل ما تحتاجه هو أن تعيش حالة ذهنية متفائلة وأن تقرر في داخلك أنك تريد أن تفرح، أن تستمتع بكل ما أعطالك الله من نعم، كنعمة الصحة والتواصل مع الأقارب وتجمع الأحباب والأصحاب. قرر ولا تنتظر أن يطرق الفرح بابك بل ابحث عنه أنت في داخلك وفي كل شيء حولك. فليس هناك أفضل من العيد كمناسبة كي تمارس الفرح وتنشره حولك. ومرة أخرى كل عام وأنتم بخير.