@ وأنت تعيش احتفالية الوطن العزيز.. وأنت تبتهج بالوطن وتتفاخر بما حققه من مكاسب منذ تأسيسه على يد والد كل الوطن والمواطنين الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه.. وأنت تزهو بما تحققه جامعاته ومراكزه الثقافية من رفع مستمر لمستوياتها العلمية والأكاديمية.. وأنت تتباهى بما أعلنته الهيئة العامة للاستثمار من أن المملكة أصبحت ضمن دول العالم التي تتربع على المقدمة في تشجيع الاستثمارات.. وأنت تعيش هذا الزهو وتتباهى بتلك المنجزات، يلطم وجهك الخبر التالي: @ تقول وسائل الإعلام المحلية أن ثاني أكبر خط ملاحي في العالم "خطوط حس السويسرية" قد أبعد 400ألف حاوية مسافنة عن ميناء جدة الإسلامي بعد أزمة التكدس وطول فترات الانتظار التي حلت بالميناء أخيرا !! وحَوَّل الخط الملاحي العالمي حاوياته تلك إلى ميناء دولة مجاورة!! @ ثم تتابع الخبر وقلبك لا يكاد يصدق ما تقرأه عيناك لينقلك الخبر إلى أن السبب في تلك الأزمة أن إدارة الميناء لم تتمكن من التعامل مع تلك الأعداد الضخمة من السفن التي تصل الميناء محملة بالبضائع!! @ وتتعجب بل ويصيبك الحنق والغيظ أن يحدث هذا في وطن مثل المملكة العربية السعودية، فلو أن الميناء حديث قد تم تشييده للتو وتم تعيين طواقمه الإدارية قبل عدة أشهر فلربما تجد عذرا لإدارته الجديدة تلك وموظفيه الذين لم ينهوا فتراتهم التدريبية في حدوث مثل هذا الارتباك الذي يضر بالوطن سمعة واقتصادا!! ولو أن السفن المحملة بالبضائع لم تنتبه لوطننا إلا هذه الأيام حيث هجمت علينا ببضائعها لقلنا إن الميناء وإدارته لديهم العذر حيث لم يتعودوا هذا الإقبال الكثيف والغريب على وطنهم!! @ لكن الميناء الذي يصنف ضمن أكبر 100ميناء على مستوى العالم أنشئ قبل ميناء، بل موانئ تلك الدولة المجاورة التي حوَّل أكبر خط ملاحي عالمي حاوياته إليها!!، كما أن إدارته وموظفيه يعملون منذ سنين بل ربما قارب بعضهم سن التقاعد!! @ يقول رئيس مجلس الغرف السعودية (وليس مدير عام الميناء!!) معلقا على هذا الموضوع "إن هناك خططا مستقبلية واحترازية من أجل عدم تكرار ما حدث في المستقبل وخاصة في موسم الحج الذي بات على الأبواب"!! ويرى رئيس مجلس الغرف (أو ربما أنه يتمنى أو يحلم) أن من الضروري وجود تنظيم إداري يضمن للتجار والمستوردين عدم تأخر فسح بضائعهم في المستقبل ويساهم في تفريغ الحاويات القادمة بانسيابية تامة!! @ كيف نطالب أحد أكبر موانئ العالم بأن يوجد تنظيماً إدارياً لعمله بعد هذا العمر التشغيلي؟! وماذا عن الاستعداد لفترة الحج؟ هل سيتكدس الحجاج أيضا مثل البضائع؟! أم أن التنظيمات الإدارية المطالب بها ستكون قد أنجزت قبل موسم الحج!! @ أجزم أننا بحاجة ماسة إلى تحقيقات واسعة لمعرفة أسباب الأزمة تلك ومسبباتها، كما أنني أعتقد بأهمية محاسبة المقصر والمتسبب فاقتصادنا الوطني لا يحتمل كل هذه الأزمات! @ ثم إنني أتساءل بصدق... من يوجد هذه الأزمات الاقتصادية في الوطن؟! ولماذا توجد هذه الأزمات؟! فمن أزمة في الحديد إلى أخرى في الإسمنت والقمح والدقيق ثم تحذيرات عن أزمة في السكر !! وقبلها في تشغيل أكبر الموانئ الوطنية؟! @ من يوقف هذا النزيف الاقتصادي الوطني؟!