تعد محافظة خميس مشيط من أقوى المدن السعودية من الناحية الاقتصادية ولكن عندما يتوغل الزائر لها إلى أعماق ودهاليز بلدها الذي يعج بالعمالة الوافدة يتهيأ له انه قد دخل إلى مدينة شرق آسيوية أو جنوب افريقية كونه يرى العجب العجاب في ذلك البلد حيث يرى عيانا بيانا كل ما تشمئز منه النفوس في ظل سبات عميق من الجهات الرقابية وكأنها غير موجودة تماما على خارطتها . المتسوق في سوق البلد في خميس مشيط قد يكمل صومه إلى اليوم التالي بعدما يرى ما يقززه ويجعله يفكر ألف مرة ومرة قبل أن يشتري أي وجبة من خارج المنزل حيث يحوي السوق من المخالفات الصحية ما قد يؤدي إلى كارثة صحية لا سمح الله والسبب الأول هو ضعف الرقابة على هذه المحلات بالإضافة إلى كونها ملجأ للعمالة السائبة والمتخلفة. وفي شهر رمضان يزداد العمل وتزداد معه المخالفات ففي أثناء جولة "الرياض" في السوق تبين وجود كميات كبيرة من اللحوم التي تبدو غريبة الشكل عند النظر إليها وتزداد الغرابة كلما اقتربت منها حيث تظهر عليها علامات العفن و اصفرار اللون وكراهة الرائحة والغريب أن من يعملون في هذه المجازر في عمل دائب مما يؤكد أن هناك طلبا كبيرا عليها مع عدم وجود الزبائن أمام هذه المحلات لتكتشف أن تلك اللحوم هي المصدر الرئيسي للتوزيع لأغلب المطاعم والبوفيهات حيث تستغل في شهر رمضان كحشوات للمعجنات بالإضافة إلى دخولها في تجهيز أنواع أخرى من الأطباق الغذائية المباعة في المطاعم أضف إلى ذلك كون الذين يعملون في هذه المجازر عمالا غير مؤهلين وغالبيتهم من الهاربين من كفلائهم وتبين انه لكثرة الطلب على هذه اللحوم فقد دخل عدد من محلات بيع المواد الغذائية في السوق لتنال نصيبها من الدخل جراء بيع هذه اللحوم حيث يتواجد في معظم هذه المحلات مكائن بدائية لتقطيع اللحم المجمد وبطريقة مقززة جدا حيث يتم تقطيعها بدون أدنى اشتراطات السلامة الصحية وتخزينها في أماكن متسخة قد تصل بعض الأحيان إلى كرتون يوضع في الممر بين المحلات ولا يبعد عن أوسخ القذارات سوى سنتيمترات . عدد من المواطنين طالبوا الجهات المعنية بالتدخل ووضع الحلول اللازمة والصارمة لمنع مثل هذه المخالفات الصحية والتي يعود ضررها الأول والأخير على المواطن ضعيف الحول والقوة.