شهد مساء الثلاثاء الماضي 23سبتمبر 2008احتفالات في شوارع الرياض قام بها عدد من الشباب بمناسبة اليوم الوطني لبلادنا. واقتصرت الاحتفالات على التجمعات والمشي بشكل جماعي والدوران في الشوارع مع ظهور بعض الشباب من نوافذ السيارات وفوقها للرقص أو الغناء. وهناك عدد من الذين قادتهم الصدفة للتورط في البقاء في الشوارع مايزيد على خمس ساعات، بمثل ماعلقت حينما خرجت بحدود الساعة العاشرة ونصف مساء ولم أتمكّن من العودة إلى منزلي إلا بعد الساعة الثالثة فجرًا دون أن أقطع سوى مسافات قصيرة لأن الشوارع تكاد تكون مغلقة بسبب كثافة السيارات التي تقلّ مجموعات من الشباب الصغير الذي يتراقص محاولا التعبير عن الفرحة باليوم الوطني من خلال ارتداء ملابس خضراء أو رفع الأعلام وصور الملك عبدالله حفظه الله وغير ذلك من المظاهر الاحتفالية. ونظرًا لعدم الاستعداد لهذه المناسبة، فقد أدّت تصرّفات الشباب إلى نوع من الفوضى والعشوائية، وصاروا يسيرون في الشوارع ذهابًا وإيابًا، وتسببوا في تعطيل السير وربما إيقافه، وبعضهم عرّض نفسه للخطرمن خلال الجلوس في أعلى السيارة وهي تسير. ومن يلاحظ تلك التصرّفات يشعر أن أولئك الفتيان يملكون طاقة جسديّة عنيفة بحاجة إلى أن تبدد في مجالات غير ضارة كالمشي أو الركض أو أي عمل رياضي يجلب الإجهاد الجسدي. وهذا مايدعو إلى الحاجة لوضع ترتيبات وخطط تتضمن استعدادات مناسبة للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية وجعلها ذكرى جميلة تمر علينا كل عام. ومن ذلك تهيئة أماكن كثيرة في مواقع مختلفة داخل المدن وخارجها لإحياء هذه الذكرى وإعطاء الشباب مجالا للتنفيس عن نشاطهم والمشاركة في الفعاليات بشكل منظم ومحترف. ولايقتصر الأمر على فئة الشباب، بل يمكن أن يكون للأسرة نصيب من الاحتفالات التي تنظمها أمانات المدن وبقية مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية. ولو نظّم الاحتفال باليوم الوطني بشكل رسمي، فمن المتوقّع أن يستقطب مختلف فئات المجتمع من أطفال وشباب وكبار، رجالا ونساء، لكي تقدّم كل فئة أنشطة تناسبها وتعبر عن اهتمامها. ولعل التركيز على الأنشطة الاحتفالية القائمة على الرقص والمسيرات والأغاني الوطنية والأهازيج والاستعراضات الحركية والعسكرية والألعاب الميدانية والفولكلورية أقرب لروح المناسبة وأدعى لمشاركة الجميع واستثمار طاقة الشباب. وضمن الاحتفال يمكن إحياء أوبريتات غنائية ومسرحية تفتح المجال للمنافسة بين الجهات المشاركة من جهة، ومن جهة أخرى تعطي الجمهور فرصة للاستمتاع بوقتهم والفرح بهذا الوطن واستثمار أي مناسبة تجلب الأنس والسعادة للجميع.