طلبت جمعية إسلامية أمس الأول من هيئة الانتخابات الفدرالية الأمريكية التحقيق في ما إذا كانت جمعية غير ربحية أمريكية قامت خلال الفترة الأخيرة بتوزيع فيلم مسيء لعلاقة الإسلام بالغرب على أشرطة دي في دي مجانية على ملايين المنازل الأمريكية مجرد واجهة وهمية لمنظمة إسرائيلية تحاول التأثير في نتائج الانتخابات الأمريكية لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين. وكانت المنظمة الأمريكية المدعوة "كلاريون فند" التي تأسست عام 2006، قد وزعت خلال الأسابيع القليلة الماضية ما مجموعه 28مليون نسخة دي في دي من فيلم بعنوان "الهوس: حرب الإسلام المتطرف على الغرب" Obeession: Radical Ilamصs War Against the West على المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدةالأمريكية غير المحسومة لأي من المرشحين الجمهوري ماكين أو الديمقراطي باراك أوباما، المتقدم في استطلاعات الرأي الأخيرة على منافسه الجمهوري. وهذه الولايات هي بنسلفانيا وأوهايو ومشيغان وفلوريدا. وقامت المنظمة المذكورة بتوزيع هذا الشريط هذا الشهر في 70جريدة أمريكية بنفقات تبلغ ملايين الدولارات غطتها تلك المنظمة بالكامل. وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) الذي رفع الدعوة ضد المنظمة المذكورة إنه يجب التحقيق في علاقة المنظمة الأمريكية بجماعة إسرائيلية مقرها القدس تدعى "أيش هاتوراه انترناشيونال"، وهي جماعة يهودية يمينية إسرائيلية تشجع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتعارض التنازل عن أي شبر من الأراضي التي تعتبرها "أرض إسرائيل". وفي حين تنفي المنظمة الأمريكية "كلاريون فند" علاقتها بالجماعة الإسرائيلية، فإنها لا تنفي أن بعض العاملين الحاليين والسابقين في المنظمة اليهودية السابقة الذكر يعملون لحسابها الآن. ورفضت المنظمة اليهودية الكشف عن أعضاء مجلس إدارتها أو مصادر تمويلها. ولكن الثابت أن مخرج الفيلم الكندي اليهودي رفائيل شور، لا زال يعمل رسمياً لحساب جمعية "أيش هاتوراه انترناشيونال" الإسرائيلية اليمينية. يذكر أن الفيلم المذكور الذي أنتجته ومولته جماعات يمينية في أعقاب أحداث 11سبتمبر، لم تقبل بعرضه أي دار للسينما الأمريكية وتعتبره غالبية الأميركيين فيلماً دعائياً ضد الإسلام والمسلمين. ويصور الفيلم مشاهد عنف وأطفال مسلمين يتحولون إلى مفجري قنابل انتحاريين، كما يصور مشاهد فجة التقطت لبعض العرب والمسلمين في أعقاب أحداث 11سبتمبر وهم يحتفلون بها. وتشارك المنظمة المذكورة منظمة أخرى يعتقد بأن لها ارتباطات إسرائيلية هي الأخرى تدعى "وقفية الحقيقة في الشرق الأوسط" وتتشارك المنظمتان في إطلاق مشروع تسمياته "مشروع الهوس" الذي يهدف إلى شن حرب دعائية سافرة على الإسلام والمسلمين في الولاياتالمتحدة والغرب لتأجيج النزاع بين الطرفين. وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في شكواه التي رفعها إلى هيئة الانتخابات الفدرالية الأمريكية إن وثائق تسجيل منظمة كلاريون فند الأمريكية لدى سكرتارية ولاية نيويورك، حيث تم تسجيل المنظمة رسمياً، تشير إلى أن ثلاثة من الأعضاء الذين سجلوا الجمعية هم إما موظفون حاليون أو سابقون لحساب منظمة "أيش هاتوراه انترناشيونال" الإسرائيلية اليمينية. وقال المجلس في بيان صحفي أصدره أمس إن "من حق المواطنين الأمريكيين معرفة إن كانوا مستهدفين من قبل حملة كلفت بضعة ملايين الدولارات ترعاها وتنفذها جماعة في دولة أجنبية تسعى إلى تأجيج المشاعر المعادية للإسلام والمسلمين كطريقة للتأثير في نتائج انتخاباتنا الرئاسية". ولاحظ المجلس أن موقع منظمة كلاريون فند نشر مقالاً مؤيداً لحملة ماكين في جريدة صغيرة في ولاية بنسلفانيا التي يحتدم فيها التنافس بين حملتي ماكين وأوباما، وتعتبر من الولايات الخمس أو الست التي ستحسم من يفوز في الانتخابات الأمريكية المقبلة. وقال إبراهيم هوير الناطق باسم كير إنه "إذا قام أحد بتهييج الهستيريا حول قضايا الأمن القومي أو الإرهاب، فإن ذلك يهدف إلى تخويف الناس وهو بالتالي سيكون منسجماً مع حملة ماكين التي تحاول فعل ذلك في أدبياتها وشعاراتها وإعلاناتها". يذكر أنه حسب القوانين الفدرالية فإن من غير المسموح للمنظمات غير الربحية الأمريكية الانحياز لطرف ضد آخر في الانتخابات، كما أن من غير المسموح للأجانب التبرع لحساب المرشحين في أي انتخابات أمريكية. منظمة كلاريون فند لا تشعر بالحرج من الشكوى، وتقول إنها تستعد لنشر فيلم جديد محرض على الإسلام والمسلمين بعنوان "الجهاد الثالث" Third Jihah قريباً.