في إطار إجراءاتها التعسفية المتواصلة ضد المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة واستمرارا لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها ضدهم، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس السبت الطريق الساحلي غرب مستعمرة «نتساريم» جنوب مدينة غزة في حين أبلغ الجانب الإسرائيلي جهاز الأمن الوطني الفلسطيني إخلاء مواقعه العسكرية الواقعة على الطريق المذكورة. ووفقا لما رواه شهود العيان فإن عددا من الدبابات الاسرائيلية انطلقت من مستعمرة «نتساريم» الجاثمة على أراضي المواطنين جنوب مدينة غزة، باتجاه الطريق الساحلي وقامت بوضع السواتر الترابية على الطريق ومنعت السيارات من المرور عبر الطريق الساحلي. وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها تجاه المواطنين الذين يحاولون سلوك الطريق الساحلي سيرا على الأقدام ما أدى إلى نشر حالة من الرعب والفزع في صفوف المواطنين الذين تجمهروا على الطريق الساحلي في انتظار أن يسمح لهم بالمرور عبره للوصول إلى أماكنهم المنشودة. من جهتها أبلغت الجهات الاسرائيلية جهاز الأمن الوطني الفلسطيني إخلاء مواقعه العسكرية الواقعة على تلك الطريق دون إعطاء أي أسباب أو مبررات لهذا الإجراء. وأعرب المواطنون عن قلقهم من قيام قوات الاحتلال بالسيطرة الكاملة على الطريق الساحلي ومن ثم التحكم في حركة مرور المواطنين والعربات عبر الطريق. يشار هنا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت منذ عدة أيام في أعمال تجريف وتسوية واسعة غرب مستعمرة «نيتساريم» جنوب مدينة غزة استعدادا لشق طريق جديدة تربط المستعمرة المذكورة بالطريق الساحلية مرورا بالموقع العسكري الإسرائيلي الذي أقيم قبل نحو عام شرق الطريق الساحلية بنحو 200 متر فقد توجهت ثلاث جرافات احتلالية ضخمة انطلاقا من مستعمرة «نيتساريم» وبدأت العمل تحت حماية دبابتين على تجريف وتسوية الأراضي في مساحة لا تقل عن 10 دونمات غرب المستعمرة المذكورة، وبدأت بأعمال إنشاء الطريق من خلال آليات عسكرية أخرى تم إحضارها إلى المكان لهذا الغرض، حيث تم تجريف نحو 69 دونما، وهدم مزرعة للدواجن هناك. ويخشى المواطنون من أن تتحول الطريق الساحلية إلى حاجز عسكري دائم مماثلا لحاجزي «ابو هولي»و المطاحن العسكريين الإسرائيليين اللذين يفصلان بين محافظات شمال ووسط القطاع عن جنوبه، ويشكل مصيدة لاغتيال المقاومين أو اعتقالهم. إلى ذلك واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الطرق والمعابر الرئيسة في قطاع غزة، وعرقلت حركة تنقل المواطنين عليها ويشمل ذلك معبر رفح الحدودي مع مصر، معبر بيت حانون شمال القطاع الذي يفتح لبعض الحالات الإنسانية والتجار وتغلق السلطات معبري «صوفا»، قرب رفح، والمنطار شرق غزة. وفيما يتعلق بالطرق، بين التقرير اليومي لقيادة الأمن الوطني أن قوات الاحتلال مستمرة في إغلاق مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة، والطريق الغربية خانيونس- رفح، جنوب القطاع، وطريق أبو العجين شرق دير البلح وسط القطاع. وأشار التقرير إلى أن مفترق أبو هولي الذي يصل بين وسط وجنوب القطاع، مفتوح بشكل جزئي ويتم إغلاقه بين الحين والآخر، وأن طريق المواصي المعروفة بحاجز التفاح غرب خانيونس مفتوحة لمن هم فوق الخمسين والأطفال والنساء فقط. من جانب آخر اكدت مصادر عسكرية اسرائيلية أمس ان ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي عقد اجتماعا سريا مع كبار قادة الاجهزة العسكرية والامنية واتفق معهم على تنفيذ خطة عسكرية كبرى لاجتياح قطاع غزة وعدم الانتظار إلى حين تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الفصل في محاولة لاجتثاث البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية قبل الانسحاب الاسرائيلي المزمع. ونقل راديو جيش الاحتلال عن المصادر نفسها قولها ان قيادة الجيش الاسرائيلي تجري منذ أيام تدريبات مكثفة حول القطاع وفي مناطق متعددة داخله مصحوبة بتدفق تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وقالت المصادر ان جيش الاحتلال يستعد للقيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة على غرار عملية (الجدار الواقي) التي نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية مع اندلاع انتفاضة الاقصى غير ان العملية المتوقعة في قطاع غزة سوف تتواصل إلى ان يتم تنفيذ المرحلة الأولى من خطة فك الارتباط التي يتحدث عنها شارون. واشارت المصادر إلى ان الخطة العسكرية هذه وضعت قبل فترة زمنية تزيد عن سبعة اشهر لتنفيذها عشية البدء بترجمة خطة فك الارتباط على الأرض والهدف منها ضرب البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية واستعراض العضلات والتصرف من مركز قوة قبيل الانسحاب الذي ورد في خطة الفصل.