شكل الهجوم الانتحاري على السفارة الأمريكية بصنعاء والتهديدات التي تلقتها بعض السفارات العربية والأجنبية هاجساً أمنياً حقيقاً ما جعل وزارة الداخلية اليمنية تستنفر جميع قواها الأمنية لمواجهة تلك التهديدات التي أخذتها على محمل الجد، حيث بدأت الأجهزة حملة ملاحقات واسعة النطاق تستهدف القبض على 70عنصراً من أعضاء (القاعدة) على ضوء معلومات تحدثت عن الاشتباه بصلتهم بالهجوم الانتحاري على السفارة الأمريكية بصنعاء الأربعاء وراح ضحيته 18شخصاً بينهم منفذو الهجوم الستة وجرح 32آخرين. وشكلت السلطات اليمنية فريق تحر وملاحقة ضم عناصر من جهاز الأمن القومي والأمن السياسي (المخابرات) والقوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب التابعة للأمن المركزي للتحقيق والبحث عن العناصر التي يعتقد أنها متورطة في التخطيط للهجوم على السفارة فيما وصل فريق تحقيق أمريكي ضم خبراء من مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) و(سي اي ايه) للمشاركة في التحقيقات الجارية بشأن الهجوم. يذكر أن الذين نفذوا الهجوم الانتحاري على السفارة الأمريكية كانوا متخفين في زي عسكري واستخدموا سيارات مماثلة للتي تستخدمها قوات الأمن في محاولة لدخول مبنى السفارة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان التفجيرات تحمل كل بصمات هجمات القاعدة لكن الولاياتالمتحدة لم تتوصل بعد للجهة التي يوجه الاتهام إليها.. وانضمت الحكومة اليمنية إلى الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب بعد هجمات 11سبتمبر 2001م. هذا وقد تم القبض على خمسين ممن يشتبه بصلتهم بالهجوم على السفارة الأمريكية، وذلك بعد أن أعلنت الداخلية اليمنية أنها وضعت مختلف أجهزتها ووحدتها الأمنية في حالة تأهب تام، كما عملت على تشديد وتكثيف حراستها لمختلف الأجهزة والمرافق والسفارات والمكاتب الدبلوماسية، استعداداً لمواجهة وإحباط أي تهديد إرهابي بعد افشالها للمخططات الإرهابية التي كان آخرها استهداف السفارة الأمريكية بصنعاء. على صعيد آخر أعلنت قبيلة يمنية عن تخصيص مبلغ (10) ملايين ريال - ما يقارب 50ألف دولار - لكل من يدلي بمعلومات تقود الأجهزة الأمنية إلى معلومات عن أشخاص ضالعين في العمليات الإرهابية التي وقعت في اليمن مؤخراً..! وأوضح بيان صادر عن قبيلة الذراحن بمديرية جبن محافظة الضالع جنوب العاصمة صنعاء عن تضامنها المطلق مع جميع أسر الضحايا الذين فقدوا أبناءهم الأبرياء في الحادث الإرهابي الذي استهدف السفارة الأمريكية بصنعاء يوم 17سبتمبر الجاري، والذي أودى بحياة 18شخصاً وجرح العشرات.