فنانة من زمن العمالقة، لم تنجرف نحو الابتذال، قدمت أعمالاً من صميم الواقع، وأثرت القنوات الخليجية بروائعها التي لا تنسى، وتواجدها في حد ذاته يخلق نوعاً من التوازن وسط كل ما يقدم من دراما، عادت هذا العام بعملين هما أبله نورة الذي واجه الكثير من الانتقادات اللاذعة وكذلك المسلسل التراثي التاريخي الداية، حياة الفهد في حديث خاص لثقافة اليوم عن هذه الأعمال الرمضانية: @ أولاً أستاذة حياة.. لك مسلسلان في رمضان (الداية) و(أبله نورة).. أيهما الأقرب إلى قلبك؟. - لا يوجد أي عمل اخترته عن قناعة لم يكن قريباً لقلبي، كل المواضيع والأدوار التي عملت فيها خلال حياتي الفنية كانت قريبة جدا مني، أما الجمهور فقد يفضل مسلسل "ابله نورة" أكثر لحالته الإنسانية وحديثه عن قضية تبني الطفل اليتيم لكن مسلسل الداية يحوي أيضاً موضوعاً جميلاً وجديداً وهو قريب أيضاً من الجمهور. @ واجه مسلسل "ابله نورة" الكثير من الانتقادات وتم تشبيهه بمسلسل "ضمير ابله حكمت" للسيدة فاتن حمامه.. ما تعليقك؟ بالعكس العمل مختلف في كل شي عن ما قدمته السيدة فاتن حمامة، كما أنني شاهدت هذا المسلسل مرارا وتكرارا ولا يمكن أن أقبل أن تتشابه أعمالي مع أعمال أخرى ولو تابعت العمل جيدا فستجد اختلافاً كبيراً وحتى طريقة التقاء القصص المختلفة في المسلسل كانت غريبة وجديدة، وكل ما ذكر في الإعلام والصحافة ما هي إلا اجتهادات. ابله نورة تحمل في داخلها قيم كثير وتواجه العديد من الإشكاليات في مجتمعها وصوتها يعلو دائما نصرة للحق وهذه النوعية من الأعمال صعبة الوصول إلى الجمهور لأن الانسان العربي يرفض صيغة الأمر والنهي والنصح. @ هل تؤيدين مبدأ الاحتكار؟ - لا أؤيده أبدا وأنا لست محتكرة من أحد لكن هناك قنوات تقدم لي الدعم الكافي لتقديم مسلسل جيد وبأفكار جيدة وهناك قنوات لا تهتم بما يقدم مهما فعل ولذلك فمن الجميل أن ترد الجميل لكل من يقف إلى جانبك. @ تطرقت لموضوع الاغتصاب في مسلسل (الداية).. لماذا اتجهت لمثل هذه المواضيع المستفزة؟ - هو موضوع من ضمن توليفة العمل ككل والحمدلله أن التطرق لمثل هذه القضية الحساسة لم يكن فيه نوع من الابتذال أو خدش للحياء ومشهد الاغتصاب لم يأخذ سوى أقل من ثلاثين ثانية فقط. هناك الكثير من المواضيع التي قدمت في التلفزيون شوهت وخرجت للناس بشكل مقزز ولذلك فالبعض يحاول الهرب من هذه الأعمال حتى وإن كانت تعالج قضايا مهمة خوفاً من تبعات وردود الجمهور. @ حياة الفهد .. أينك من سعاد عبدالله؟ - سعاد أخت وعزيزة وغالية جدا على قلبي ونحن في اتصال دائم مع بعضنا البعض. @ وأين الثنائي الفني الذي أحبه الجمهور؟ - دعني أقل لك شيئاً.. الأعمال التي التقيت فيها الأستاذة سعاد لم نخطط لها أبداً وجاءت بمحض الصدفة فأطلق عليها الجمهور ثنائيات وهذا الأمر ليس بالصحيح. سعاد عبدالله ناجحة بدون حياة وحياة موجودة بدون سعاد، لكن متى ما وجدنا عملاً جميلاً يضمن لنا التواجد الجميل ويضمن لنا الحضور لدى الجمهور الكريم فأهلاً بالالتقاء من جديد. @ هل شاهدت فضة قلبها أبيض؟ - لم يتسنَ لي مشاهدته إلا في بعض الحلقات لكن دور سعاد جديد ومختلف ورائع جداً. @ هل تغيرت الساحة الفنية؟ - نعم.. تغيرت كثيراً. @ ما هو الذي تغير؟ - لم تعد هناك نصوص فنية كوميدية أو تراجيدية تشجع الفنان على تقديمها وهذه حقيقة واضحة، أيضا النفوس تغيرت والأسلوب تغير، حتى في التعاملات بين الفنانين، وهناك الكثير من الفنانين رحلوا وتركوا فراغا كبيرا في قلوبنا مثل الاستاذ خالد النفيسي وعبدالعزيز النمش ومريم الغضبان رحمهم الله. @ من أبرز الكتاب الذين ترتاحين للعمل معهم؟ - هناك الكثير من الكتاب الكبار الذين عملت معهم لكن يظل الله يرحمه الكاتب الكبير أستاذنا طارق العثمان من أجمل الناس وأصدقهم في التعبير وأقربهم إلى قلبي، وعملت معه في أكثر من مسلسل منها (خالتي قماشة)، (خرج ولم يعد) و(إلى أبي وأمي مع التحية) بأجزائه الثلاثة، ومسلسل (الملقوفة) مع الصديقة الراحلة سناء يونس وقد نالت هذه الأعمال شهرة خليجية واسعة. @ لم نشاهد حتى الآن عملاً ينسينا خالتي قماشة؟ - كاسم فني نعم لم يلتصق بي اسم مثل خالتي قماشة لكن كأعمال فنية لا هناك الكثير من الأعمال التي قدمتها نقشت في ذاكرة الجمهور واحبها الناس والنقاد وكل الشعوب الخليجيه مثل الشريب بزة. @ مريم الصالح في قضيتها الشهيرة معك هل تعتبرينها قد أساءت لك؟ - لم تسئ لي لكن بعض الحقائق لم توردها مريم الصالح للإعلام بشكل كامل ولا أحب أنا أيضا أن أذكرها. @ لماذا؟ - احتراماً للعيش والملح والصداقة والأعمال التي جمعتنا سوياً. @ اتجهت للأعمال التراثية في الفترة الأخيرة.. هل لأنها أقل في تكلفتها المالية؟ - غير صحيح. لكنني اجد نفسي في هذه الاعمال لأنها من زمن عشته انا بكل حلاوته ومرارته وعاصرت ايام الفرجان والناس البسيطة ولذلك أقدم هذه الأعمال بشكل مستمر، ولا تعتقد أن مواقع التصوير هذه قليلة التكلفة بالعكس، هناك قرى تبنى بالشكل الذي تشاهدونه وهذه طبعاً بقيمة مالية ضخمة وأيضا اختيار الملابس والديكورات المنزلية تكلف مبالغ كبيرة. @ مَن مِن الفنانات حالياً هي الأقرب إلى قلبك؟ - منى شداد بالتأكيد فهي مثل ابنتي وصديقتي وكذلك مرام وهند البلوشي وباسمه حمادة وكثيرات ربطتني بهم محبة وصداقة وأعمال ناجحة. @ أين أنت من السينما خاصة بعد الفيلم الكويتي الشهير (بس يا بحر)؟ - الأفلام السينمائية تكلفتها كبيرة.. الأفلام المصرية وهي الأشهر لم تأخذ حقها فما بالك بالعمل الخليجي، العمل السينمائي يحتاج لفكرة جديدة لتقديمه حتى تصل للسجاد الاحمر وهذا الأمر لم أسعَ إليه أو لم التفت اليه لأنني أعرف حجم إمكانياتنا وأدرك أنه مهما فعلنا فستخرج هذه الأعمال وكأنها سهرات تلفزيونية، لأن السينما شيء صعب.. صعب جداً. @ كلمة أخيرة لقراء "الرياض"؟ - كل الحب والتقدير لكم، وإن شالله تعجبكم أعمالي وترضي طموحكم ..وكل عام وانتم بخير.