مجمع اللغة العربية يا أمير الرياض تم إنشاء أقدم مجمع للغة العربية في دمشق عام 1918م في عهد حكومة الملك فيصل ثم أنشئ المجمع العلمي اللبناني في بيروت عام 1927م ولم يستمر سوى عامين لعدم وجود دعم مادي ثم أنشئ مجمع اللغة العربية الأشهر في القاهرة 1932م ثم المجمع العلمي العراقي في بغداد عام 1948م بعدها مجمع اللغة العربية الأردني في عمان عام 1972م ثم مجمع اللغة العربية في السودان - الخرطوم قبل تحوله ثم أكاديمية المملكة المغربية للتعريب في الرباط وكنت أتمنى أن مجمع اللغة العربية بالرياض الذي أنشئ عام 2009م على الأقل، فالرياض التي شهدت قفزات حضارية وعلمية في خمسين عاماً بنسبة تعتبر الأولى فيها مقارنة بمدن تاريخية تفوقها الرياض بسرعة التطور والتجدد والمواكبة لمعاني العصر ولغاته، مدينة استجابت لأحدث المتغيرات، واتصلت عالمياً بجميع القيم الثقافية والفنية والمعرفية دون ذوبان للهوية التاريخية، الرياض مدينة عاشت نصف قرن في أحضان والدها سلمان بن عبدالعزيز الذي أغدق عليها حناناً ورعاية واهتماماً، قفز خلالها التعليم الجامعي قفزات مذهلة، وارتقى الفكر والإعلام والفن والثقافة رقياً مشهوداً حتى إن الإبداع السعودي شاخص متنام بفضل الجهود والمهرجانات الثقافية التي استضافتها الرياض فهي تحتضن العديد من المؤسسات من جمعيات ثقافية وأندية أدبية ودور نشر ومنتديات علمية وصوالين فكرية وغيرها إلى جانب الكليات المتخصصة والحديثة، ولأننا بلد يشهد الرخاء في جميع مناحيه، ما زلنا نتطلع وتشرئب أعناقنا شوقاً لوجود مجمع علمي عصري فالرياض قادرة على أن تضخ فيه الحياة والحيوية بفضل أميرها المحبوب وما تزخر به ساحاتها العامة وقاعاتها العلمية من أساتذة وعلماء وأدباء وموهوبين قادرين على الإفادة من الإمكانات والجهود وذلك بصناعة أرقى مجمع للغة العربية والعلوم والحضارة، محافظ على الأصالة مستجيب للحداثة، يحظى بعلاقة وثيقة مع عصره لغة وعلماً وتقنية، ولعل الأعجب أن نماذج من علمائنا في اللغة العربية كانوا أعضاء في تلك المجامع اللغوية العربية والآن نحن في أمس الحاجة إلى المجمع اللغوي الشاب الفتي الحديث المتطور، كنت أحلم لمدة دقيقة فقط استيقظت بعدها على نداء من واد قريب فإذا به أبو الطيب المتنبي يمسح لحيته بيده في لطافة وهو يقول: ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام .