كان من المفترض أن يكون المقال اليوم عن ما نشرته الصحف حول تقرير ديوان المراقبة العامة عن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، والذي أثار العديد من علامات التعجب!. ولكن لأن بشائر العيد باتت على الأبواب، ولم يبق من هذا الشهر المبارك إلا ليالٍ معدودة وأيام محدودة، اسأل الله أن يتقبل من الجميع ما قدموه في شهرهم من قربات وما قاموا به من طاعات، فقد أرجأت ذلك. والعيد مناسبة مواتية لمواصلة الطاعة بصلة الرحم وإدخال البهجة على الأهل والجيران ومواصلة الأصدقاء، وفرصة مواتية لتجاوز الزلات والعفو عن الهنات وما يقع بين الناس من سوء فهم أو تخاصم، فهو وقت مناسب للتجاوز والصفح. وقد اعتاد الناس في العيد على أمور منها ما هو جميل ويرجى له الزيادة، ومنها ما هو محزن يرقى إلى درجة المؤسف ويرجى زواله. فالتواصل الرائع بين الأسر في العيد وعادات العيد عند من يجتمع منهم أمر يسر الناظر ويبهج الخاطر، ورسائل العيد وبطاقات التهنئة والمكالمات الهاتفية بهدف المعايدة شيء يسعد المتابع، فالنفوس يبدو واضحًا أن شعارها الصفاء وتتوق للنقاء لتتوصل للوفاء. وفي المقابل نجد البعض يهدم ما بناه في رمضان ويهوي سريعا في بعض المعاصي والمخالفات، فتجد بعض الشباب قد رام إزعاج الآخرين من خلال التفحيط ورفع صوت الموسيقى، وأذية الآخرين بأنواع من الممارسات التي لا تليق. وتجد البعض قد عاد لترك الصلاة في المساجد، أو فرط في ذلك على الرغم من حرصه الشديد عليها في رمضان وغير ذلك كثير، وليس المجال مجال حصر وتقصٍ. أما الاحتفالات التي تقام في بعض المناطق فهي -بلا شك- مظهر من مظاهر العيد تضفي عليه البهجة وتجعل المرء يقضي بعض الوقت في اللهو المباح، وهو أمر سائغ في شريعتنا كما جاء عن نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وكم يتمنى المرء أن تكون الاحتفالات ذات طابع يتناغم مع العادات والتقاليد ومتوافق مع القيم الإسلامية، فالهدف هو إضفاء أجواء من الفرح والابتهاج، وهي سمة العيد الذي ينتظره الجميع في العام مرة واحدة. وبودي التركيز على فعاليات الجاليات، ودعمها بشكل كبير فهي تشيع أجواء من الألفة وتزيد من درجة الأخوة بين أفراد الجالية أنفسهم وبين المجتمع السعودي الذي يعيشون فيه. وعندها يتواصل الجميع من خلال الموروث الشعبي لكل بلد فيزدادون ترابطًا وتآخيًا، ويقولون بلسان واحد -وإن اختلفت لغته أو لهجته-: عيدكم مبارك. بطاقة معايدة اتجه بهذه البطاقة لقيادتنا الرشيدة ولكافة الإخوة أبناء الشعب السعودي، ولأبناء الأمة الإسلامية عمومًا، سائلًا المولى أن يعيد عليهم العيد أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، وهم ينعمون بأمن وإيمان وحياة سعيدة، وكل عام والجميع بخير، وعيد سعيد.