هذا وتنقلب الحياة في السعودية خلال ايام شهر رمضان رأساً على عقب إذ يخرج الناس في الليل بعد بيات نهاري يتوقف فيه تقريباً كل شيء مما يؤدي الى تدني مستوى الإنتاج عدا بعض العمالة الوافدة التي تقوم ببعض الأعمال نيابةً عن النائمين وننصح كل من له علاقة عمل هناك بأن يؤجّل الذهاب إلى ما بعد انتهاء هذا الشهر المختلف عن بقيّة اشهر السنة . جزء من خبر (متخيّل) ربما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية وهو في الحقيقة يمثل الواقع ولا أدري من ومتى وكيف ولماذا ابتُدع هذا الأسلوب للتعامل مع شهر رمضان بالتحديد؟؟ إن من يرى الناس بهذه الحال يعتقد بأنهم إنما ينتقمون من سهر الليل أو أنهم قد تكفّلوا بإيقاد مقبس الشمس نيابة عن بقيّة الخلق..! على العموم هذه الظاهرة بحدِ ذاتها ليست موضوع اليوم إنما ما يتفرّع منها هو ما سأحاول طرحه والمتعلّق بانتقال وقت وقوع حوادث السيارات من النهار إلى الليل تبعاً لحراك الناس وإشغالهم الطرق بعد أن كانت قاعاً صفصفا بالنهار وخصوصاً من فئة الشباب الذين تقول عنهم الإحصائيات إنهم أكثر من يتورّط في وقوع الحوادث ( 31.7%) من المتوفين في عام 1427ه تتراوح أعمارهم بين 18إلى 29سنة ؛ كما أن نصف عدد المتوفين تقريباً تقل أعمارهم عن 30عاما . وفي ذلك دلالة على أن الشباب في مقتبل العمر هم الأكثر تعرضاً للوفيات جراء حوادث السيارات. إحصائية المرور لذات السنة تٌشير إلى ازدياد الحوادث في ليالي رمضان عنها في النهار وبالتالي يعتبر أكثر الشهور من حيث عدد حوادث الوفيات وهو أمر متوقع بسبب المبررات المذكورة آنفاً وأكيد لا يُمكن القول بقسر الناس على اتباع سلوك معين حتى يمكن التصدي لمشكلة ما ولكن يُمكن ابتكار الحلول التي تتناسب مع متغيراتها، ومؤشرات إحصائيّة حوادث السيارات يجب أن تكون هي المُنطلق الذي تعتمد عليه الخطط المرورية الهادفة الى الحد من وقوع الحوادث وتحقيق معدلات مقبولة للسلامة المرورية وحين يتغير تنقّل وسفر الناس في شهر رمضان فمن البديهي أن تتغير الخطط تبعاً لهذا التغيّر أما أن نستمر في الدوران بذات الوتيرة دون أخذ تلك المتغيرات في الاعتبار فهو دليل على الإخفاق في إدارة أزمة أصبحت في حُكم المرض المُزمن.