كتب كل من بيتر برغن وكاثرين تيدمان مقالاً نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان "هل يحقق مقتل المدنيين الأفغان الأمان لنا؟"، ذكرا فيه أنه خلال هذا الأسبوع ونحن نستعيد مشهد ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ينبغي علينا أيضاً أن نفكر في المدنيين الذين لا يزالون يلقون حتفهم بأفغانستان. فلقد أسفرت الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة عن مصرع ما يزيد على 90مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال. الأمر الذي أدي إلى أن تصرح الحكومة الأمريكية في بادئ الأمر بأن عدداً قليلاً فقط من المدنيين لقوا حتفهم، إلا أنها تعد الآن بالتحقيق مرة أخرى بذلك الأمر. ثم يضيف الكاتبان بأنه من غير المدهش أن تثير تلك الخسائر في الأرواح المدنية غضب واستياء الأفغان. فطبقا لتقارير منظمة حقوق الإنسان، فإن عدد الخسائر بالأرواح المدنية لا يزال مرتفعاً، حتى بعد مرور سبع سنوات منذ بدء الحرب على الإرهاب. فلقد لقي 230مدنياً مصرعهم بعام 2006، نتيجة لهجمات القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو، كان من بينهم 116قتيلاً بسبب الغارات الجوية. ولقد ارتفع العدد بعام 2007، حتى لقد وصل إلى ما يزيد على 320قتيلاً مدنياً بسبب الغارات الجوية الغربية. أما بسنة 2008، فحتى الآن لقي 119أفغانياً مصرعه، أيضاً بسبب الغارات الجوية للقوات الأمريكية وقوات حلف الناتو. ومما لا شك فيه أن تلك الخسائر هي عامل أساسي لإرسال مزيد من القوات الأمريكية المساندة إلى الأراضي الأفغانية. ثم يضيف الكاتب بأن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي يناشد منذ سنوات القوات الغربية بأن تتسم بالدقة خلال شنها الغارات الجوية على المناطق المدنية. ومنذ الهجمات الأخيرة، نادى بإعادة النظر في السماح للقوات الأمريكية وقوات حلف الناتو بشن غارات جوية على القرى الأفغانية. ثم يضيف الكاتبان متسائلين عن السبب وراء كل تلك الخسائر الذي تسببها القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو. ويضيفان بأن من تلك الأسباب النقص في عدد القوات العاملة على الأراضي الأفغانية، والذي يبلغ نصف حجم القوات العاملة بالعراق، حيث لا يتمركز سوى 70.000من الجنود الأمريكيين وجنود حلف الناتو هناك. وعلى النقيض من ذلك يصل عدد القوات الأمريكية بالعراق إلى ما يزيد على 145.000جندي. بالإضافة إلى أن حركة طالبان تستخدم المدنيين الأفغان كدروع بشرية، ونظراً لأن طالبان تشن هجماتها بمناطق مأهولة بالسكان، فمن المحتمل أن تسفر العمليات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة ضد الحركة عن خسائر بالأرواح المدنية. ويختتم الكاتبان مقالهما بأملهما في أن يسفر إرسال مزيد من القوات إلى الأراضي الأفغانية عن التقليل من تلك الهجمات الجوية التي ينتج عنها خسائر في أرواح المدنيين الأبرياء. ففي النهاية ليس المدنيون الأمريكيون هم وحدهم من عانوا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر. @ (خدمة ACT)