يدير أحد الأميركيين الناجين من اعتداءات 11أيلول في نيويورك برنامجاً خاصاً بتعليم المجندين في الشرطة العراقية بعض المهارات الأساسية في محافظة ديالى العراقية. ويدرِب دونالد يونغ ( 49عاماً) وهو متقاعد من شرطة مدينة نيويورك، 166مجنداً جديداً في الشرطة من قرى محيطة ببلدة المقدادية في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة العراقية بغداد. وقال يونغ "يجب إعطاء المنتسبين شيئاً في المرحلة الراهنة، فالشرطة في العراق تتحمل صدمة الاعتداءات (الإرهابية)، انها تتحمل الصدمات وهي ليست مدعومة بما يكفي" مقارنة مع الجيش العراقي.وأضاف ان عناصر الشرطة "في الموقع الخلفي" في ما يتعلق بالتدريب والدعم. وتابع ان "الشرطة في العراق هي قوة عسكرية وليست كما في الولاياتالمتحدة أو أوروبا.. لكننا جميعاً أخوة في تطبيق القانون". يشار إلى ان يونغ، وهو يعمل حالياً كمتعهد أمني في شركة "إم بي آر آي" الأميركية المرتبطة باللواء الثالث في الجيش الأميركي وبفوج الفرسان الثاني، بدأ دوراته التدريبية بناء على طلب من قائد اللواء العقيد رود كوفي، الذي حاول طوال أشهر طويلة بناء ثقة المواطنين المحليين بالمنتسبين للشرطة من خلال المساعدة في التخلص من العناصر المرتبطة بالمليشيات المتطرفة أو المتورطين في أنشطة إجرامية أو الذين يتسبب سلوكهم بتفاقم التوترات الطائفية في المنطقة.ويعمل متعهدون عسكريون ومدنيون أميركيون رسمياً على تدريب الجيش العراقي وقوات الشرطة في إطار الجهود الرامية إلى تحسين الكفاءة المهنية وتحقيق الاستقرار في البلاد. وتتألف الشرطة العراقية بغالبيتها من الشيعة وهي تخضع لسيطرة وزير داخلية ينتمي إلى حكومة يغلب عليها الطابع الشيعي. وتتألف الشرطة من عناصر قاتلت في صفوف ميليشيات شيعية وخاضت معارك ضارية في العامين 2006و 2007ضد القاعدة والمتعاطفين معها بعد أن دمر الإرهابيون مرقداً شيعياً في سامراء وكانوا على وشك إشعال حرب أهلية في البلاد. وقال يونغ في اجتماع للمجندين في مركز قتالي أميركي قرب بلدة حمبس العراقية "أنتم رجال شرطة، ولا بدِ أن تتصرفوا بمهنية وعليكم أن تضعوا مشاعركم تجاه مجموعة معينة من الناس خارج رؤوسكم طوال فترة عملكم". وأضاف "نسمع ان المتطرفين تسلسلوا إلى صفوف الشرطة، وأظن انهم يغربلون يومياً ولكن ما زالت أمامنا مشكلة، لا بد من بناء شعور بالفخر في أنفسهم وفي وحداتهم ليتقدم الجيدون ويسلموا السيئين". وتبدأ صفوف يونغ بعرض صور التقطت في وحول الطبقة الأرضية للمباني التي انهارت في 11أيلول في الولاياتالمتحدة الأميركية، وهو يعتمد هذه الطريقة لكسب انتباه الموجودين بسرعة والتركيز على هدف مشترك. ويقول يونغ للمجندين من خلال أحد المترجمين "أردت أن تروا هذه الصور، فقد كنت هناك وقتل أصدقائي، حصل هذا يوم هوجمت أميركا ولهذا نحن هنا، يقول البعض ان لا دخل للعراق بما حصل، ويمكن مناقشة الأمر، لكن في الأساس هو اننا نحارب عدواً مماثلاً، نحن فريق ويجب أن نكون موحدين".