لا يختلف اثنان على ان عتق الرقبة من الأعمال المحببة الى الله عز وجل فبها تحيى الأنفس وتذوب الخلافات ويعظم الأجر إن شاء الله لكن الملاحظ عليه في الآونة الأخيرة هو تحول الطريقة من العتق لوجه الله الى العتق لأجل الملايين وكأن رقبة المتوفى اضحت تجارة لورثته يتزايدون فيها كيفما شاؤوا ولعل ما اجج تزايد هذه الظاهرة هو تفاعل المحسنين معها بشكل زاد من اطماع المعتقين. أليس افضل العتق هو ما كان خالصاً لوجه الله؟ سواء كان ذلك فك دم أو مال ثم لو دفعت ملايين الريالات وأقيمت الاحتفالات ونصبت المخيمات وأقيمت الأفراح والليالي الملاح هل ستعوض تلك كلها فقدان القتيل؟ بل ربما تصبح عيباً على أهله يعيرون بها طالما انهم لم يعتقوا رقبة خصمهم لوجه الله تعالى. ان سطوري الماضية لا تعارض عتق الرقبة او تحرض كل من مات له قريب الا يرضى الا بالسيف انما مطالبتي تكمن فقط في ان يتم اعتاق الرقبة خالصاً لوجه الله الكريم وإن كان ولابد من أخذ العوض فنأمل الا تصل الأمور الى المبالغة في طلب ملايين الريالات لأن ما عند الناس ينفد وما عند الله باق. كما اوجه رسالة إلى المحسنين والمعنيين بإعتاق الأنفس وإحيائها بعد ان كانت قريبة من حد السيف وهي ان هناك حالات مشابهة يهددها الموت من كل مكان الا وهي حالات المرضى المصابين بفشل كلوي او فشل في وظيفة الكبد او القلب وكذلك حالات المتورطين بالديون التي تحاصرهم من كل اتجاه ثم ما ان تضيق بهم السبل في سداد هذه المبالغ النقدية التي ربما لا تتجاوز بعضها 200.000ريال إلا وتزداد عليهم ضغوط الحياة ولا يفكروا الا في الانتحار اعاذنا الله وإياكم منه للخلاص من هذه المشكلة المعقدة في نظرهم وهذه الحالات لا تتطلب ملايين الريالات من المحسنين لإعادتهم من جديد الى الحياة الطبيعية كما انهم لم يقوموا بإراقة دم او هتك عرض او سرقة مال. وفي نهاية ما كتبت اوجه سؤالاً إلى المعنيين الكرام ايهم اولى بالعتق القاتل المتعمد ام المريض والمديون؟.