يقول جل شأنه "وجعلنا من الماء كل شيء حي". الآية ولا شك أن الماء شريان الحياة ومنذ القدم والناس تقدّر الماء وتعرف قيمته فهو مصدر الحركة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا. وكان في القدم يطلق على موارد وعدود المياه أسماء كثيرة منها العدود ومفردها العد ومنها القلبان ومفردها القليب ومنها القلمه والحسو وقد ذكرت في تفاصيل كتاب الثعالبي فقه اللغة على سبيل المثال "الركية والعيلم والرس والضهول والنزوع والخسيف والمغواة". والمتحدث عنه في هذا المقال "عدّ طلحا" ذكرها صاحب بلاد العرب ياقوت فقال : ولهم أطلحا وهو ماء بواد يقال له "الأطلحاء" ويقصد بذلك قبائل بنو جعده ورسم موقعها صاحب معجم اليمامة ابن خميس حيث ذكر "تلي وادي برك من الجنوب وتلي وادي بعيجاء من الشمال وبها منهل مشهور وسيل هذا الوادي يصب في وادي العقيمي جنوبيالخرج. وتجدر الإشارة أن منهل طلحا مرتبط بمنهل آخر قريب منه يسمى بعيجاء فيقال طلحا وبعيجا أو بعيجا وطلحا وهم شعبان متجاوران ينحدران من قمة العارض جنوب وادي برك أما بعيجاء فتقع جنوب طلحا واد كبير يلعب لها يقبل من قمة طويق العارض مشرقا ويسيل مما يلي نسله. ويقول الشيخ محمد بن عبدالله البليهد في كتابه صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار في الجزء الرابع "طلح" لا أعلم موضعا يقارب ما ذكره ياقوت هناء سوى موضع واحد يقال له "طلحا" في وادي برك في منتصف المسافة بين حوطة بني تميم وبلاد "الأفلاج" وما ذكره ياقوت من انه بين "اليمامة" ومكة صحيح. وفي طلحا المذكورة يقول البليهد كانت الواقعة المشهورة التي قام بها جماعة من اللصوص على قافلة تجارية كبيرة كانت خارجة من "الحوطة" متجهة نحو بلاد الأفلاج وكان فيها الشيخان الكبيران والعالمان الجليلان سعد بن عتيق وسليمان بن سحمان فبيّتهم اللصوص وأخذوا القافلة التجارية بعد مقتل العديد ونجّا الله الشيخين من شر اللصوص وكان ذلك قبل فترة توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه وفي ذلك يقول الشيخ سليمان بن سحمان: وبيتنا الأعداء لا در درّهم بباطن طلحا والتوا منهم القصد