نبأ أنت لو تصدق أنَّ الظل لا يتبعك وحدك لتناولت أقراص اللوم المهدئة ولعنت الصباحات المتأخرة.. هكذا.. لو تصدق أن للشجرة عصافير تخيف الفراشات وللصدقات باب ينكره الفقراء وللجيران نوافذ لا تكره لجوء يمامات أمي إليها.. ربما لو صدّقتَ أن السماء زرقاء والبحر يتوهم اتساعها بزرقته حينما لا يكون إلا مرآة صغيرة تسرح على ضوئها جدائل التاريخ ربما.. ربما لو صدّقت لآمنت بالآه حباً وبالقصيدة مدينة.. وبالشعراء وزراء الصدق في مدن الكذّابين..! @@@ أين انتهيت.. بكل هذا الغيب.. أيُّ غد تحرى وجهك الليلي أي جيوبك العلوية امتلأت بأوراق النهار..؟! خذ آخر الورق الذي يبتلُّ من عرق الأصابع واكتب الشمس البعيدة غازل الطرقات والأشجار والحبر الشهي.. لا ينتهي.. هذا الذي متربص كالموت من ثقب انتظار هذا الذي يستبدل الأنباء بالتذكار هذا الساهر المحموم من شبق الوقار شيخوخة الأحلام متسع لثوب النوم فوق وسادة الأنثى الأخيرة..! وعلى جبيني طفلة سمراء كالثلج القديم.. تخيط من سفري نقاب الريح في زمن الغبار.. * * أين انتهيت يداك جغرافية كذبت على التاريخ في شفة الرواة وسماؤك الأولى منطقة بأرتال النجوم غناوك الرعوي ضيَّعه الرعاة وذنوبك الغجرية انتشرت.. فصرت بآخر الركن القديم بلا شفاة لم يبق إلا نصف كأس فوق طاولة يغادرها الرفاق إلى الحياة..! * * الموت هذا الغامض الكوني، هذا الرابض الساديُّ في ظلي تقزز منه أطفال الحنين.. وعاهدته الناس في سلف القرى حزني أمرُّ ببابه الحجري يدخلني إليه فلا أعود..! كانت رمال الله قبل مجيئه الأنهار والأشجار.. كانت لا تقايضنا الملوحة بانهمار الماء كنا لم نضع في معجم الأسماء تفسير الوجود..! الموت آخره الخلود..! * أين انتهيت.. أمات فيك الموت كي تحيا.. وخصّرت السنين عباءة الشعر الذي تقتات منه الذنب أم تربت خُطاكء؟! كيف انتهيت..؟! كما أظنُّ.. متى ابتدأت هنا وعدت بلا هناك!!