عن هيئة قصور الثقافة بمصرصدرت مؤخراً ثلاثة كتب: طبعة جديدة من "مؤامرة في أفريقيا" للراحل أحمد بهاء الدين ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة"، يحكي الكتاب قصة مصرع كمال الد ين صلاح، مندوب مصر في الأممالمتحدة، الذي أشرف على انتقال الصومال من مرحلة الوصاية إلى مرحلة الاستقلال في ستينيات القرن الماضي. ورغم أن هذه الأحداث أصبحت من الماضي إلا أن رؤية بهاء الدين ما زالت صالحة لقراءة المشهد السياسي الأفريقي الآن. يلخص الكاتب المشهد في أن الدول الكبرى لن تترك هذه القارة في حالها؛ "لأنها ماتزال أكثر مناطق العالم تأخراً، ولأن ثرواتها عذراء، ولأن الاستعمار تقلص في آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالدول الاستعمارية تلتقي عند رغبة واحدة هي أن تستثمر هذه القارة بأرخص ثمن، منها (الدول الاستعمارية) من يعتقد ان هذا مستحيل، وأن أرخص ثمن لاستثمارها هو اعطاء سكانها بعض المكاسب والتحسينات المادية، مع تجريدهم في نفس الوقت من مقوماتهم الأساسية، ولكن الجميع يلتقون عند نتيجة واحدة هي أن أهل أفريقيا لا يمكن أن يكونوا مستقلين حقاً استقلالاً كاملاً كأي شعب آخر في أي قارة أخرى" . وفي ذات السلسلة صدرت طبعة جديدة أيضاً من كتاب رجاء النقاش "أدب وعروبة وحرية"، يتناول فيه الكاتب، عبر مجموعة مقالات نشرت منذ أربعين عاما ، قضايا واسئلة مازالت تطرح عن مهمة الكاتب ومهمة الأدب . يقول النقاش: "لست من المؤمنين بأن الأدب متعة خالصة لا هدف لها إلا أن نستمتع بها، ولست من المؤمنين بأن الأدب يمكن أن تفرض عليه وجهة نظر يعبرعنها ويظل ملتزماً بحدودها الضيقة، ولكنني من المؤمنين بأن الفنان الموهوب هو الذي يجمع بين القيمة الفنية العميقة والقيمة الانسانية الكبيرة، فالأديب يساهم في تغيير العالم إلى الأفضل، ولكن ما سلاحه؟ ان سلاحه هو الفن الأصيل الجميل، فلو كان فنه رديئاً لأصبح مثل الذي يستخدم أسلحة فاسدة ضررها عظيم ونفعها معدوم" . وآخر الاصدارات عن "أزمة السينما العربية" لمؤلفه عدنان مدانات، وهو كتاب حديث، في ثلاثة محاور رئيسية " تشكل جوهر الأسئلة التي تجابه سيرورة السينما العربية الشابة في بحثها عن تحققها المؤثر وعن رسالتها الحضارية" .