هذا المسلسل من أقوى النماذج الفنية التي لها أثرها في حياة الناس، والتي أظن أن أغلب المشاهدين سيتابعونه، فهو من أجود الاعمال الفنية التي نتلقاها على شاشة التلفاز هذه الأيام، والذي له أثر كبير في حياة الخليجيين وأثر قوي في نفوسهم التي تأثرت بموضوع هذا المسلسل أثراً بيننا أعاد نظرنا في عقولنا التي طاشت عنده والتي ساعدت على انتشاره في ثقافتنا انتشاراً متنامياً لا حد له، مثله مثل العين ومثله مثل الحظ. إن شخصيات هذا العمل مختارة بدقة مرعية ومصورة تصويراً حاذقاً رجل ضيق العين وضيع الخلق له أم في نهاية القبح وشراسة الطباع وسوء الأدب، وأخت نشأتها هذه الأم على الوقاحة قد تورطت في الاثم وانغمست فيه انغماساً، ثم عائلة ساذجة طيبة تتكون من أم في غاية العطف والرقة، وزوجة حسنة المنظر رائعة الخلق تحب زوجها بصدق وعمق، يقوم عليها رجل وسع الله عليه في الرزق ووهبه مالا جعله محسوداً في عين تلك العائلة الوضيعة الحقيرة. هذا أساس متين في العمل يجب أن تمسك به أيها المشاهد الكريم حتى تستطيع أن تتابع سير الأحداث بملاءمة واطراد سليم، وهو سبب سيرتب عليه نتائج كثيرة يكون لها أثر قوي في حياة هذه العائلة الطيبة مع أسرتهم الكبيرة، والتي تصور لك أكثر المجتمع الخليجي العاطفي الذي تربطه بأسرته الكبيرة أواصر من القربى مازالت متماسكة حتى الآن. سيصور لك المسلسل كيف تحدث المشاكل الكثيرة التي تحدث الآن بين الأسر الخليجية والتي يتهم بعضهم بعضاً لاجلها وكلهم فيها برئ مخدوع، وسيصور لك درجة ثقتنا بعقولنا، وأننا مهما تعلمنا ومهما ظننا في أنفسنا من القوة والعقل فاننا سرعان ما ننجرف مع حياة الناس العامة الذين نعيش بينهم حتى لو كنا غير راضين عنها ونعترضها اعتراضاً، وسيصور لك ضعف آرائنا وسهولة انخداعنا للاشرار الذين نتوهم أن لا وجود لهم في مجتمعنا كله، ومع ذلك فهم قريبون منا جداً نقابلهم في حياتنا في العمل أو في الشارع أو في أي مكان آخر صالح للاجتماع. أنا اتفاءل لهذا العمل فألاً حسناً في حياة الناس، وأتمنى على الله أن يحقق ما رجاه منه مخرجه الأستاذ فيصل شمس وكاتبه الأستاذ نايف الراشد.