اعتبر تاجر الذهب والمجوهرات أديب ادريس الانخفاض الحالي في اسعار الذهب امر طبيعي لانه لم يستقر بعد على خط سير ثابت ومعتقدا انه في حال كسر سعر الاونصة حاجز 700دولار فإن ذلك سوف يشعل طفرة في السوق السعودية للذهب ويسبب انتعاشا كبيرا في حركة البيع والشراء لاسيما انه يرى ان فترة الركود الماضية جعلت حوالي 40% من تجار الذهب يقومون بتغيير مجال نشاطهم. من جهته قال سالم مرعي احد الباعة المتمرسين في احد اكبر معارض الذهب في الرياض أن سوق الذهب سيشهد عمليات بيع و شراء كبيرة في حال استمر الذهب بالانخفاض تدريجياً حيث يتوقع ان ترتفع التعاملات إلى نسبة 70% بعد الانخفاض الكبير الذي حدث نتيجة الارتفاع الضخم قبل خمسة اشهر وادى إلى انخفاض المبيعات إلى اكثر من 35%. ويمر الذهب حاليا في مرحلة تصحيح سعرية منذ وصوله إلى اعلى سعر للأونصة في مارس الماضي عندما عانق سعرها 1030دولاراً ، حيث انطلقت عمليات جني ارباح اربكت المشترين والسعر في الاعالي لينزلق السعر بإغلاق اسواق نيويورك الاربعاء إلى 794دولارا للأونصة ، وسط توقعات لبعض التجار بأنه لن يهبط عن مستوى 800دولار. بالطبع لازال كثير من المتابعين لتحركات اسعار الذهب يتذكرون اللحظات الزاهية والتي استمرت حوالي 20دقيقة عندما تجاوز سعره الالف دولار في مارس الماضي قبل ان تعصف به اسعار الدولار ولغة التضخم كما يقول بعض الخبراء. البعض لازال يصر على ربط سعر الذهب بالذهب الاسود (النفط) وانه سوف يعود للارتفاع متى ماتحسنت اسعار البترول.. ولكن الدولار في علاقة عكسية مع الذهب الاصفر حيث لاتزال إمكانية ارتفاع الدولار تشكل التهديد الحقيقي لأسعار الذهب. فقد ارتفع الدولار من 1.60إلى 1.45مقابل اليورو، وهو ارتفاع طفيف حيث كان يساوي 1.40عندما بدأت أزمة الرهن العقاري في امريكا قبل عام. ومع محاولات علاج ازمة الاقتصاد الامريكية بشطب الديون يتوقع انخفاض الدولار إلى مستوى دولارين أمام اليورو، ان حدث مثل ذلك ستعود البهجة مرة اخرى للمستثمرين والمضاربين في اسواق الذهب. وعطفا على هذه القراءات تساءلنا مع خبير سعودي متخصص في سوق العملات والمعادن الثمينة حيث اكتفى بالقول رغم ان منطقة 800دولار للأونصة حاليا ليست منطقة شراء مرجحة الا ان وصول السعر إلى حدود 650دولارا يعد مغريا تماما في اسعار الذهب. وختم حديثه بالقول قد يصبح الذهب والفضة الخيار الوحيد الآمن لمن يريد الحفاظ على أصول أمواله من عوامل التضخم لاسيما ان هناك مؤشرات او توقعات بعودة أسعار الذهب إلى الارتفاع فيما لو زادت قيمة الدولار انخفاضاً وطال وقت علاج أزمة العقار الأمريكية. المملكة تستورد سنويا مايقارب 132طناً من الذهب بينما تقوم المصانع والشركات السعودية بإنتاج مايقارب 11طناً سنويا من الذهب.وكانت اعلى قيمة للذهب في المملكة بلغت 124000ريال للكيلوجرام. يذكر أن سوق تجارة الذهب والمجوهرات بالمملكة تعد رابع أكبر سوق للذهب في الشرق الأوسط من حيث الاستهلاك بتعاملات تصل إلى 9.75مليارات ريال.