وبموت درويش تتجدّد الأواخر، ويتذاكر الشعراء نهايات قصائدهم، لكن أولوية الرثاء تميميّة الشاعر، راشدية العصر..! فقد نقلت لنا كتب الأدب أول مرثية ذاتية لشاعر عربي، وأعني بها يائية مالك بن الريب التميمي الشهيرة.. والتميمي شاعر وُجد في عصر الخلافة الراشدية.. خلّدته قصيدة الموت الأولى برغم ندرة غيرها عنده.. وهو في هذا شأنه شأن كثير من شعراء العربية الذين دخلوا بوابة التاريخ بقصيدة واحدة.. لكن الطريف في الأمر أن هذه القصيدة التي نسجت حولها الروايات الكثيرة، صادَقت برواية أو أخرى على أسطورة (التوابع من الجن) بالنسبة للشعراء، إذ يذكر بعض الرواة أن شاعر هذا النص الخالد في الذاكرة العربية، هو (تابع) مالك بن الريب التميمي، ووفقًا لكل ذلك..جاء هذا البيان المتأخر جدا على لسانه: (تذكّرتُ من يبكي عليَّ فلم أجد) سوى تابعي يرثي بصوتي لسانيا..! @@@ أموتُ على ساعد السيف فاستقبلاني وخطّا على الرمل هذا المكان مكاني وهاكم إذا أفرغ الموتُ مني صديدَ الحياة (لساني)..! @@@ شياااطينُ نحنُ ولكننا من بشرء تجوع المساءات فينا.. ويستنشق الليلُ من رئتينا.. ولكننا نتشهّى السهر..! هو الشعرُ ياصاحبي.. لمّنا في نهارِ التصحّرِ.. وسءطَ نسيجٍ من الموتِ فانثر بصوتكَ حولَ الشواهدِ شِعرَ الشجرء..! @@@ (خذاني فجرّاني) أخذتُكَ شاعرًا رثى نفسَهُ فانسلَّ من شعرهِ ليا ونام على كفيهِ تاريخُ أمَّةٍ يقضُّ الأماني كي تحثَّ اللياليا هناك على رمل المدينةِ نسوةٌ سيبكونَ مني إن بكيتُ لما بيا (الم ترني بعتُ الغوايةَ) بالغوى وجئتُ إلى نعليكَ أصطكُّ حافيا يعزُّ لقومي أن يروني مقيّدًا بصوتِكَ أو صوتي.. سواءً قياديا سأبكيكَ ما أبكي لعينِكَ إن بكت وما أنتَ من يبكيكَ إلا بكائيا أنا.. أنتَ هم من فرّقونا ولم نكنء سوى صاحبي شعرٍ بشعرٍ تلاقيا @@@ ستنشرُكَ الريح في الرمل ياصاحبي.. ستقصرُ من دونكَ الأغنياتُ.. ويزحفُ من بعدكَ الجيشُ كل المدائن مفتوحة إثر موتِكَ إلا مدينتنا الآبقةء..! أنا مُتءعَبٌ بعدك الآنَ يا (شاعري) خطوتي سُمّرتء في الترابِ ومن فوقي الريحُ معقودةٌ بالشواهدِ حولِكَ والأرض مالحةٌ حارقة..! @@@ (بأنكما خلفتماني بقفرةٍ تهيلُ عليَّ الريحُ فيها السوافيا) . تركتُكَ لا للخبزِ يعجنُ في دمي ولا لانفجاراتِ الحروب ورائيا ولا للهوى العذريِّ دُميةَ مُعءدَمٍ ولا للجميلاتِ اُنءتُخِبءنَ الغوانيا تركتك للرمل العتيقِ تشمّهُ وتستافُ منهُ المجدَ بكر المعاليا تركتُكَ للتاريخِ صوتًا مسافرًا كأول من ناحت عليه القوافيا